الديرة - الرمادي
لا يسمع أحدٌ بلقب الراوي، حتى يتبادر إلى ذهنه، ذلك الشخص الجميل صاحب البشرة البيضاء والشعر الذي يميل إلى الأشقر، حتى أن المؤرخين وصفوهم بـ "أهل الجمال المتوارث".
النسب الموثّق لدى الراويين، يؤكد أنهم سادة حسينيون، يرجع نسبهم إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم.
ينحدر الراويون، من مدينة "راوة"، في أقصى غرب الأنبار، وسميت كذلك لأنها كانت تروي الجمال والخيول والماشية التي ترافق القوافل التجارية وتتخذ من منطقتهم محطة مهمة للاستراحة، قبل المسير إلى وجهاتها بين شرق العراق وغربه.
يقول المؤرخ الأكاديمي مجيد الآلوسي، في تصريح خاص لـ "الديرة"، إن راوة كانت قرية صغيرة، وتمتاز بنشاطها الاقتصادي، وعُرفت بصناعة القارورات والصحون وأواني غرف الماء، المستعملة بالنواعير، والصابون، والكلينكس الأبيض، كما أنها تضم مناجم للملح النقي.
عُرف الراويون، بالتجارة التي أقاموها مع الموصل وبغداد وسوريا، فضلاً عن نشاطهم الزراعي، وخرج منهم العلماء والفقهاء، ليرفدوا العلم بمجالات مختلفة في عموم العراق.
تتكون عشيرة الراويين من عدة افخاذ، منهم السراحنة - وجدهم سرحان - والعبيد - وجدهم عبيد - والسواهيك - وبيت شيخ رجب، بحسب المؤرخ الآلوسي.
لا ينتشر الراويون في راوة فقط، بل أن أغلبهم استقروا في هيت والرمادي والفلوجة وبغداد، بسبب المجالات التجارية والاقتصادية، حتى صاروا جزءاً مهماً من المجتمع العراقي.
يقول المؤرخون، إن الراويين من المجتمعات المحافظة من الناحية الدينية والاجتماعية وهم متمسكون بالعادات والتقاليد التي ورثوها عن أجدادهم، كما أنهم يتسمون ببشرتهم البيضاء، والشعر الأشقر، والجمال الحسن المتوارث.