الديرة - الرمادي
أثار منشور للمشجع المدريدي يحيى رضوان مسعود على منصة فيسبوك جدلاً واسعاً بين مشجعي ريال مدريد وبرشلونة، حيث طرح تساؤلات جريئة حول استحقاق النادي الملكي للبطولات التي حققها، متهماً الفريق بالاعتماد على الحظ أكثر من الإبداع الكروي.
وفي منشوره المثير للجدل، تساءل مسعود: "هل نحن فريق يستحق كل هذه البطولات؟ أم أن الحظ كان عاملاً رئيسياً في إنجازاتنا؟"، مضيفاً أنه ربما كان من الأجدر أن يطلق على الفريق اسم "ريال محظوظ" بدلاً من "ريال مدريد"، معتبراً أن كثيراً من لحظات المجد التي عاشها النادي كانت وليدة الحظ وليس الإبداع الكروي.
وأشار مسعود في منشوره إلى أن ضعف ريال مدريد يظهر جلياً عند مواجهة فريق بحجم برشلونة، مستشهداً بقول شعري: "رأيتُ الحظَّ يسترُ كلَّ عَيْبٍ... وهَيْهاتَ الحظوظُ من العقولِ"، ليعزز وجهة نظره حول اعتماد النادي على عوامل خارجية أكثر من الأداء الفني المقنع.
وانتقد مسعود الإعلام المدريدي واصفاً إياه بـ"أكبر إعلام مضلل عرفه كوكب الأرض"، متهماً إياه بتضخيم صورة الفريق وصنع مقارنات غير واقعية بين لاعبي الريال وأفضل المواهب العالمية، ودفع الجمهور لتصديق "سرديات زائفة".
واختتم منشوره بالقول إنه كمدريدي صريح لن يشعر بالفخر الحقيقي إلا عندما يرى ريال مدريد يقدم أداءً ممتعاً ومقنعاً بأسلوب لعبه، "حتى لو لم يفز بالألقاب"، مؤكداً أنه سئم من "بطولات تأتي بلا روح".
هذا المنشور أثار موجة من الردود القاسية من مشجعي ريال مدريد، ومن بينهم فائد دحان الذي اتهم مسعود بأنه "برشلوني صغير مختبئ" وأنه "لم يذق متعة ريال مدريد ولم يعرف مذاق الانتماء الحقيقي".
وأضاف دحان متسائلاً: "أي متعة تلك إن لم تكن مع الريال؟ أي كرة تلك إن لم تكن في معبد سانتياغو بيرنابيو، حيث تُصنع الأساطير ويولد العظماء؟"، مؤكداً أن ريال مدريد هو النادي الذي "يصنع المجد من رماد الهزيمة".
في المقابل، أيد شهاب القطماني رأي مسعود معتبراً أن منشوره "صرخة من داخل قلب المشجع المدريدي الباحث عن كرة القدم الحقيقية لا عن الأرقام الجافة"، مشيراً إلى أن "البطولات وحدها لا تكفي إن لم تكن مصحوبة بجمال الأداء وروح الفريق".
واعتبر القطماني أن الاعتراف بتفوق برشلونة في تقديم كرة قدم ممتعة "شجاعة فكرية" تحسب لكاتب النص.
أما سعيد الفضلي فقد رفض تماماً وجهة نظر مسعود، مؤكداً أن كلامه "لا يعبر عن مشجع حقيقي لريال مدريد، بل أقرب لمشجع مناسبات أو نتائج".
ورأى الفضلي أن "المشجع الحقيقي لا يقيس حبه للفريق بالأداء أو المتعة، بل يكون سنداً للفريق في لحظات الضعف قبل القوة وفي الهزائم قبل الانتصارات"، مشدداً على أن ريال مدريد "ليس مجرد فريق، بل كيان له تاريخ وله هيبة وله مدرسة خاصة في كرة القدم".
وبلغت حدة الهجوم على مسعود درجة اضطرته إلى إعادة نشر صورة له تعود لعام 2010 وهو يرتدي قميص ريال مدريد، في محاولة للدفاع عن نفسه والتأكيد على انتمائه للنادي الملكي.
هذا الجدل يعكس الانقسام الحاد في الرأي بين مشجعي كرة القدم حول ما إذا كانت قيمة النادي تكمن في البطولات التي يحققها أم في جمالية الأداء الذي يقدمه، وهو سؤال يتجدد باستمرار مع كل موسم كروي، خاصة في ظل المنافسة التاريخية بين قطبي الكرة الإسبانية: ريال مدريد وبرشلونة.