الديرة - الرمادي
فاز الفيلم السينمائي، "كعكة الرئيس”، (The President’s Cake)، بجائزة الكاميرا الذهبية (Caméra d’Or) لأفضل فيلم أول، إضافة إلى جائزة الجمهور في قسم أسبوع المخرجين، ويعد هذا الفيلم أول عمل سينمائي طويل للمخرج العراقي حسن هادي، والذي حقق نجاحاً باهراً في مهرجان كان السينمائي لعام 2025.
كما حصد الفيلم السينمائي العراقي، "كعكة الرئيس”، (The President’s Cake)، على عدة جوائز أخرى في مهرجان كان، فضلاً عن تلقيه دعماً من مؤسسات مرموقة مثل معهد الدوحة للأفلام، SFFILM Rainin Grant، وSundance Institute/NHK Award، كما شارك في مختبرات الكتابة والإخراج التابعة لمعهد صندانس عام 2022، مما ساهم في تطويره بشكل احترافي.
ويعد هذا الفيلم من الدراما الاجتماعية، وتم عرضه باللغة العربية، ومدة عرضه 102 دقيقة، إذ تم إنتاجه في العراق وقطر والولايات المتحدة، ورسالة الفيلم هي نقد للسلطة القمعية من خلال قصة طفلة تواجه تحديات تفوق عمرها.
وتدور أحداث هذا الفيلم في عام 1991 خلال فترة الحصار الاقتصادي على العراق، إذ تجبر الطفلة لاميا، ذات التسعة أعوام، على إعداد كعكة للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس صدام حسين، وهو تقليد مدرسي يفرض على الطلاب، فيما تواجه لاميا تحديات كبيرة في جمع مكونات الكعكة النادرة، برفقة جدتها بيبي، في رحلة من الأهوار إلى المدينة، حيث يواجهان صعوبات تعكس واقع الحياة .
كما يتميز الفيلم بتصوير سينمائي رائع من توقيع تيودور فلاديمير باندورو، ومونتاج متقن من أندو رادو، مما يضفي على العمل طابعاً بصرياً مميزاً، كما أن الأداء التمثيلي للطفلة بانين أحمد نايف بدور لاميا أضفى على الشخصية عمقًا وإنسانية.
ويحاول الفيلم نقل الفيلم رسالة قوية حول تأثير الأنظمة القمعية على الأفراد، خاصة الأطفال، وكيف يمكن للبراءة أن تواجه الخوف والسلطة، من خلال قصة بسيطة، يسلط الضوء على معاناة الشعب العراقي خلال فترة الحصار، ويبرز قوة الروابط العائلية في مواجهة التحديات، الاستقبال الحار من الجمهور والنقاد على حد سواء يدل على نجاح الفيلم في إيصال رسالته بفعالية.
ومن المتوقع أن يواصل الفيلم رحلته في المهرجانات العالمية، مثل مهرجان سيدني السينمائي، حيث من المقرر عرضه في يونيو 2025، أما المخرج حسن هادي، فقد أثبت نفسه كصوت سينمائي واعد، ومن المرجح أن يحظى بمزيد من الفرص والدعم لمشاريعه المستقبلية، خاصة مع الاهتمام المتزايد بالسينما العربية والعراقية على الساحة الدولية، إذ يرى الفيلم بانه إنجازًا مهماً للسينما العراقية والعربية، ويمثل بداية قوية لمخرج موهوب يتوقع له مستقبل مشرق في عالم السينما.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام دولية ومحلية، فإن الفيلم نال إشادة واسعة من النقاد ولجنة التحكيم، التي اعتبرت أن العمل يقدم سرداً بصرياً مبتكراً لقصة محلية ذات طابع عالمي.
وكتب وارث كويش، مقرر وعضو مبادرة دعم السينما، والمدير التنفيذي لمشروع سينماتك العراق، منشوراً عبر حسابه في الفيس بوك عن الفيلم، تابعته "الديرة"،، قائلاً: "جائزة اخرى، للسينما، للعراق، لحسن هادي، حيدر ابراهيم وفريق عمل فيلم كعكة الرئيس، يفوز بجائزة الكاميرا الذهبية لافضل عمل اول ضمن فعاليات مهرجان كان، مرحى يا اصدقاء، هذا فخر لا مثيل له، مرحى يا صناع السينما، مرحى لسينما عراقية قادمة".
وقال المخرج حسن هادي، وفي تصريحات له بعد الفوز،: إن "كعكة الرئيس ليست فقط عن العراق، بل عن كل طفل يعيش تحت نظام يخنق حريته ويصادر خياله، أهدي هذه الجائزة لكل من لم يُسمح له بالكلام".
ويذكر ان المخرج حسن هادي، شارك في برامج مثل زمالة صندانس، وجوتهام، وتيتش دين، ويُعرف بتناوله لمواضيع الهوية والذاكرة والواقع العراقي من زوايا فنية وإنسانية عميقة.