الديرة - متابعة
فيما يشهد العالم تسارعاً في الظواهر المناخية المتطرفة، ضربت سلسلة كوارث متعاقبة سوريا وتركيا وأوروبا وتكساس خلال 72 ساعة، في مشهد يعكس تداعيات ارتفاع حرارة الأرض.
حرائق اللاذقية المستعرة
تواجه محافظة اللاذقية السورية لليوم الثالث حرائق غابات غير مسيطر عليها. اندلعت النيران أولاً في مرتفعات قسطل معاف الخميس الماضي، ثم امتدت إلى قرى التفاحية والروضة وربيعة، تعيق الرياح العاتية والتضاريس الوعرة وانفجارات الألغام المتبقية من الحرب جهود فرق الإطفاء والأهالي في السيطرة على الحرائق.
أتى الحريق حتى الآن على 5600 هكتار من الغابات والمزارع، متسبباً في إخلاء أكثر من 700 شخص من القرى المأهولة، وانقطاع التيار الكهربائي والمياه بعد تدمير محطة تحويل البسيط. وأفاد الدفاع المدني بإصابة أحد متطوعيه وحرق آليات إطفاء خلال المواجهات مع النيران.
الموجة الأوروبية التركية
بالتوازي مع النيران السورية، سجلت تركيا أكثر من 600 حريق غابات خلال أسبوع، لاسيما في إزمير وهاتاي. أدى أحد الحرائق إلى مقتل عامل إطفاء، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تكافح للسيطرة على بؤر النيران في منطقة دورتيول الحدودية مع سوريا.
وفي أوروبا، أعادت حرائق جديدة اندلاعها في اليونان وجنوب فرنسا تسليط الضوء على موجة الحر المستمرة التي تضرب القارة منذ أسبوعين.
مفاجأة تكساس
شهدت ولاية تكساس الأمريكية منعطفاً دراماتيكياً مع هطول أمطار غزيرة غير متوقعة الجمعة الماضية. تحول نهر غوادالوبي إلى سيل جارف اجتاح المناطق السكنية، متسبباً في مصرع 50 شخصاً بينهم 15 طفلاً، وإجلاء 850 ناجياً. لا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن عشرات المفقودين تحت الأنقاض.
من لهيب سوريا إلى فيضان تكساس، يربط العلماء هذه الكوارث بخيط واحد: ارتفاع حرارة الأرض 1.5°C فوق مستويات ما قبل الصناعة. حيث يحول الجفاف المتزايد الغابات إلى وقود جاهزة للاشتعال، بينما تتحول الأمطار إلى سيول مدمرة عند هطولها.
