الديرة - متابعة
أكدت مجموعة من مقاتلي حزب العمال الكردستاني، خلال مراسم أقيمت قرب مدينة السليمانية شمالي العراق، مواصلة تنفيذ عمليات تسليم السلاح في إطار التحول إلى النضال السياسي، ضمن مسار جديد يهدف إلى إنهاء الكفاح المسلح المستمر منذ أكثر من أربعة عقود.
وأوضح بيان صادر عن مجموعة “السلام والمجتمع الديمقراطي”، أن المقاتلين قاموا بإتلاف أسلحتهم بشكل طوعي، تعبيراً عن التزامهم بخيار الحل السلمي، وبناء على نداءات القائد عبد الله أوجلان، وقرارات المؤتمر الثاني عشر للحزب.
وقال البيان: "نخوض هذه الخطوة بإرادتنا الحرة، لإنهاء العمل المسلح والانخراط في نضال سياسي ديمقراطي وقانوني"، مشددًا على أهمية هذه المرحلة في ظل ما تشهده المنطقة من أزمات وصراعات.
وبيّن ناشطون أكراد أن هذه الخطوة لا تمثّل حادثة رمزية فحسب، بل تأتي في سياق عملية متواصلة يُتوقع أن تمتد حتى أيلول/سبتمبر المقبل، تحت إشراف لجنة مشتركة تضم ممثلين عن تركيا وحكومتي بغداد وأربيل، وبدعم من أحزاب كردية ويسارية.
وأفادت مصادر أن المراسم أُجريت بعيدًا عن وسائل الإعلام لأسباب أمنية، على أن تُنشر لاحقًا مشاهد مصوّرة توثق العملية.
كما دعا بيان المجموعة القوى الإقليمية والدولية إلى احترام الحقوق القومية الكردية، ودعم مسار السلام، مناشداً القوى الديمقراطية والناشطين والمثقفين بمواصلة النضال السلمي.
وأكدت المجموعة أن نهاية الكفاح المسلح لا تعني نهاية النضال، بل بداية مرحلة جديدة من العمل السياسي المنظّم، بهدف تحقيق الحقوق والعدالة عبر الوسائل المدنية والديمقراطية.
وتأتي هذه التطورات استجابةً لنداء أوجلان الذي قال فيه: "أؤمن بقوة السياسة لا السلاح"، ما اعتبره المراقبون لحظة محورية في تاريخ الصراع الكردي التركي.