الديرة - الرمادي
أشار الصحفي الرياضي إياد الصالحي، في تقرير نشرته جريدة الفوز الرياضية الإلكترونية، إلى أن مباراة العراق والجزائر تحمل طابع الاختبار الصعب لكلا المنتخبين قبل حسم صدارة المجموعة الرابعة، وسط ترقّب جماهيري كبير للموقعة المرتقبة.
وأوضح الصالحي أن "قمّة المجموعة الرابعة تعدُ بالإثارة والنديّة والمفاجآت، موضحاً ان اللاعب العراقي مهند علي و اللاعب الجزائري رضوان بركان، هما النجمان اللذان يحدّدان مجريات اللقاء الكبير، فيما أكد ان اللياقة البدنية، تحدٍّ جديد بعد انخفاضها أمام البحرين والسودان، مستعرضا تاريخ المواجهات السبعينيّة الذي يؤكّد تفوّق العراق على شقيقه الجزائري.
وكتب الصالحي في تقريره, الذي تابعته "الديرة"، قائلاً: "يسعى منتخبنا الوطني لكرة القدم إلى الحصول على النقاط الكاملة في الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة الرابعة، حيث يواجه بطل كأس العرب 2021، منتخب الجزائر، غدًا الثلاثاء الساعة 8 مساءً بتوقيت بغداد على ملعب خليفة الدولي، بعد أن ضمن التأهّل إلى الدور رُبع النهائي بجدارة".
وأضاف الصحاليي: "يُعد لقاء العراق والجزائر أحد أهم المباريات التي يترقبها متابعو البطولة الأكثر إثارة، لما للفريقين من مكانة كبيرة في قارتي آسيا وأفريقيا، وما يملكانه من عدد وافر من النجوم الذين يلعبون في دوريات مختلفة داخل وخارج بلديهما، ما يزيد الحماسة لتمثيل منتخباتهم والارتقاء بمستوى قوة المنافسة قبل ختام دور المجموعات، الذي شهد نتائج مفاجئة، أبرزها وداع المنظّم قطر للبطولة، بأداء أثار جدلاً مستمرًّا لدى الإعلام والجمهور القطري".
وتابع الصالحي: "سيّما وأنه كان يُعد لتمثيل بلده والعرب في مونديال 2026. وكان مسؤولوه قد خطّطوا للفوز باللقب بعد أن فقدوه في النسخة الماضية، واكتفوا يومها (18 كانون الأول 2021) بالمركز الثالث عقب فوز “العنابي” على مصر بركلات الترجيح (5-4)، بعد أن انتهى الوقت الأصلي والإضافي بينهما بالتعادل السلبي".
وقال الصالحي: "يدرك المدير الفني للمنتخب الوطني الأسترالي غراهام أرنولد أنه سيخوض اختبارًا ليس سهلاً يوم غد – هو الثاني قوّة بعد لقاء كوريا الجنوبية الذي خسر منه بهدفين نظيفين في حزيران 2025 برسم تصفيات المونديال (الجولة التاسعة) – حيث سيواجه المدرب الوطني الجزائري مجيد بوقرة، الذي قاد بلده للتتويج بلقب كأس العرب 2021".
وأشار الصالحي إلى أنه "من الحكمة أن يختار أرنولد تشكيلته لهذه المباراة لمواجهة منتخب بطل، متمرّس على المناسبات الكبيرة، وله تاريخ عريق في المشاركة بالمونديال أربع مرات، بدءًا من 1982 في إسبانيا، و1986 في المكسيك، و2010 في جنوب أفريقيا، و2014 في البرازيل، وهذه المرّة الخامسة 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، بل أيضًا لتأكيد زعامة أسود الرافدين في المجموعة الرابعة والمضي إلى الأدوار التالية بهدف طموح التنافس على اللقب، وليس التحضير للملحق العالمي كما استبق أرنولد تصريحاته الصحفية قبل الدخول في البطولة".
وأردف الصالحي: "إن تعثّر الجزائر أمام السودان في الجولة الأولى بتعادل سلبي، أملته ظروف خاصة، منها طرد لاعبها آدم وناس، وجرأة “صقور الجديان” في مهاجمة “الخضر” عبر أجنحة قوية أقلقت الجزائريين في أوقات متباينة، قبل أن تنتهي المباراة بنقطة واحدة أيقظت بطل كأس العرب، ودفعته لمواجهة البحرين بواقعيّة كبيرة أسفرت عن خماسيّة كاسحة فضحت سوء إعداد الأحمر للبطولة، وأعادت الروح لـ “محاربو الصحراء” ليستعدّوا لمواجهة العراق بكُلّ العدّة ومن دون أعذار!".
فيما أكد الصالحي انه "مع غياب عناصر مهمة في الكتيبة الجزائرية التي تلعب في دوريات عالمية وتنتظر الالتحاق ببطولة كأس أمم أفريقيا أواخر الشهر الجاري بالمغرب، إلا أن وجود لاعب بقيمة “رضوان بركان” يدعو مدافعينا للاحتراس منه، فتوهّج هذا اللاعب أمام البحرين حيث سجّل هدفين وأسهم في صناعة آخر، وتسبّب بركلة جزاء جعلته “عرّيس ليلة الخماسيّة”، وربّما سيكون له دور خطير في تهديد حارس مرمى منتخبنا أحمد باسل إذا ما غفل عنه خط الدفاع، كونه يجيد المباغتة وعدم الاستسلام للرقابة".
وبين انه "بالمقابل، يترقب الجمهور العراقي مواصلة مهند علي “ميمي” لعروضه المتميّزة في أمسية الغد، إذا ما عرف أرنولد كيفيّة توظيفه في الوقت المناسب، وبدت إيجابية تأثير مشاركته في الدوري الإماراتي على تصاعد لياقته البدنية وحُسن التصرّف بالكرة وتعاونه مع زملائه، رغم الصلابة الدفاعية التي يبديها المنافس، مفتقدًا سنده أيمن حسين بسبب الإصابة".
ووصف الصالحي المباراة المرتقبة بأنها موقعة كبيرة سيتذكّرها ملعب خليفة الدولي كثيرًا، تتطلّب استعادة ثقة “أسود الرافدين” بأنفسهم، وعدم الاكتفاء بمستواهم أمام البحرين والسودان. أسماء شابة مثل كرار نبيل، وآكام هاشم، وزيد إسماعيل، والمتألق ميثم جبار تحتاج إلى تكرار الظهور والدعم – لا ملاحقتهم بانتقادات لاذعة عن أخطاء طبيعيّة – لتكريس جهودهم للدفاع عن ألوان المنتخب في المشاركات القادمة، بوجود مهند علي، وأمجد عطوان، وأيمن حسين، ومناف يونس، وحسين علي كعناصر خبرة، خبرتها تجارب كرة القدم العراقية في الحسم بأوقات مهمة.
كما أكد الصالحي انه لا يزال منتخبنا يعاني هبوطًا في مستوى اللياقة البدنية، وهو ما تجلّى أمام السودان، حيث واجه دفاعنا صعوبات بالغة لتفادي خطورة محاولات المنافس. ولم يتمكّن أرنولد من معالجته بشكل كامل بسبب تأثير جدول مباريات “دوري نجوم العراق” غير المستقر، ما يؤدّي إلى عدم جاهزية اللاعبين، ولجوء المدرب الأسترالي إلى التغيير المستمرّ لمنحهم الراحة على حساب حاجة المنتخب للثبات على تشكيل قوي ومنسجم.
وأشار الصالحي إلى انه "تاريخيًّا، واجه العراق الجزائر في سبع مباريات أُقيمت كلها في عقد السبعينيّات إذ جمعتهما مباراة نصف نهائي بطولة كأس فلسطين عام 1972 وفاز العراق (1-3)، ثم في البطولة ذاتها عام 1973 ضيّفتها ليبيا تعادلا مرّتين، الأولى في دور المجموعات (0-0) والثانية في مباراة تحديد المركز الثالث بنفس النتيجة، قبل أن تبتسم ركلات الترجيح للأشقاء. وفي عام 1978، لعب المنتخبان 4 مباريات وديّة، حسم “أسود الرافدين” اثنتين منها (0-3) و(0-1) في بغداد، بينما تعادلا في المواجهتين الأخريين (1-1) و(0-0)".