الديرة - الرمادي
زار وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، العاصمة الإيرانية طهران، وسط تكهنات حول حمله رسالة خاصة من رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، تهدف إلى "بحث عدم زج العراق في الصراع الإسرائيلي مع غزة ولبنان"، وفقاً لمصادر مطلعة.
ووفق بيان وزارة الداخلية العراقية، جاءت الزيارة لمناقشة عدة قضايا، منها ترتيبات زيارة الأربعينية، وتأمين الحدود المشتركة، وتفعيل مذكرة التفاهم بين البلدين. كما تطرقت المناقشات إلى مجالات أخرى تشمل التدريب وتبادل الخبرات والشؤون الأكاديمية للطلبة المبتعثين إلى إيران في المجال الأمني، إضافةً إلى مسائل تتعلق بالمرور والجوازات.
إلا أن مصادر مطلعة أوضحت أن "اللغة الغامضة في البيان كانت متعمدة"، مشيرة إلى أن الشمري مكلف بمهمة خاصة من رئيس الوزراء تهدف إلى منع ضربة إسرائيلية محتملة، في ظل تقارير تفيد بنية طهران استخدام أراضٍ عراقية عبر وكلائها لشن هجوم ضد إسرائيل.
ورغم أن الضربة ليست "وشيكة" بالضرورة، حيث يمكن للفصائل التوقف عن استهداف إسرائيل - وإن كان ذلك غير مؤكد - فإن قوى الإطار التنسيقي تتابع الوضع بقلق شديد، وتتعامل بجدية مع احتمالية اعتداء إسرائيلي، وفقاً لمصادر مقربة من هذه القوى.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن شخصيات بارزة في الإطار التنسيقي تعقد اجتماعات دورية، تكاد تكون يومية، لتدارس الخطوات الممكنة لتفادي المخاطر المحتملة. من جهته، يبذل رئيس الوزراء السوداني جهوداً مكثفة لتحقيق هذا الهدف، ويؤكد على موقف العراق المحايد في الصراعات الإقليمية.
ووفقاً للمصادر، فإن بيان المرجع الأعلى علي السيستاني خلال لقائه بالممثل الأممي، والذي شدد فيه على "استخلاص العبر وحصر السلاح بيد الدولة"، أعطى زخماً لجهود القوى السياسية العراقية الرامية إلى تجنب الدخول في "لعبة المحاور الإقليمية".
في السياق نفسه، قال الباحث والدبلوماسي السابق، غازي فيصل، إن "إسرائيل، في حال قررت مهاجمة العراق، ستستهدف الفصائل المسلحة تحديداً وليس مؤسسات الدولة". وأضاف فيصل للشرق الأوسط أن "الحكومة العراقية، بقيادة السوداني، تتبنى موقفاً ثابتاً بعدم التورط في الصراع الإقليمي، مؤكدة على السعي لحلول دبلوماسية قائمة على قرارات الشرعية الدولية".
وأوضح فيصل أن موقف الحكومة العراقية وأغلبية الأحزاب السياسية هو التمسك بالحياد وعدم الدخول في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني أو الصراع في لبنان. لكنه أشار إلى أن موقف الفصائل المسلحة يتماشى مع توجهات الحرس الثوري الإيراني وولاية الفقيه، حيث تدعم هذه الفصائل الحرب وأجندتها، مما يجعلها بعيدة عن الإجماع الوطني، ولا ترتبط بالدولة العراقية أو حكومتها، بل تتبع تعليمات تتجاوز الحدود.
وأشار الدبلوماسي السابق إلى أن "إسرائيل، في حال قررت توجيه ضربة للعراق، فمن المرجح أن تستهدف مقار القيادة والسيطرة ومصانع الأسلحة والطائرات المسيّرة التابعة للفصائل المسلحة في مختلف المناطق، مع الحرص على عدم المساس بالمصالح والمواقع الحيوية التابعة للدولة العراقية".