الرمادي - الديرة
يقع "جسر حجلان" في مدينة حديثة غرب الأنبار، أنشئ عام 1895 واستخدمه الانجليز عام 1917 لعبور قطعاتهم العسكرية عند إحتلال العراق ، يعتبر من أبرز المعالم الأثرية والتاريخية التي تعكس حضارة المنطقة وتراثها العريق ، يعود بناء الجسر إلى العهد العثماني، وهو يمثل تحفة معمارية فريدة من نوعها تجمع بين الجمال الهندسي والأهمية التاريخية، إذ كان يُستخدم لنقل الناس والبضائع، فضلاً عن كونه جزءاً من الطرق التجارية القديمة التي تربط بين مناطق العراق المختلفة.
يقع الجسر على نهر الفرات ويعد واحداً من أهم المعالم التي تثري تاريخ مدينة حديثة وموروثها الثقافي، يمثل هذا الجسر شاهداً على التاريخ الطويل للمدينة، حيث يعكس تطور فنون الهندسة والبناء التي كانت تتميز بها تلك العصور ،يعتبر الجسر جزءاً من منظومة الجسور القديمة التي شيدت في العهد العثماني، وهو يجسد أسلوب البناء التقليدي الذي استخدم فيه الحجر الطبيعي ليتحمل عوامل الطبيعة ويصمد عبر القرون.
يمتاز جسر حجلان بتصميمه الفريد، حيث يحتوي على
"أحدَ عشر" فضاءاً مختلفة الاحجام بُنيت على طريقة الأقواس العباسية بحجر الصوان والكلس والنورة، ما يجعله مثالاً حياً لفنون الهندسة المعمارية الإسلامية في العصور الوسطى، يبلغ طول الجسر حوالي 70 متراً، وقد تم بناؤه بعناية لتوزيع الأحمال على أقواسه، مما يضمن له الاستقرار على مر الزمن، إلا أن بعض أجزاء الجسر تعرضت للتآكل نتيجة لعوامل الطقس والإهمال، مما يجعله عُرضة للانهيار.
رغم أهمية جسر حجلان التاريخية إلا أنه يعاني من إهمال واضح، اذ لم تجرِ له أعمال ترميم وصيانة شاملة منذ فترة طويلة، هذا الإهمال جعله عُرضة للتدهور مع مرور الوقت، خاصة مع تأثير الأمطار والسيول وارتفاع منسوب المياه في نهر الفرات، فضلا عن ذلك فإنه يعاني من التشققات والتآكل في بعض أجزائه، ما يزيد من إحتمالية إنهياره إذا لم يتم إتخاذ إجراءات عاجلة لترميمه.
من : علاء امين