الديرة - الرمادي
بنحو ثمانين كيلومترا غربي مدينة الرمادي، تقع مدينة كبيسة, والتي تبلغ مساحتها 2428 كيلومتراً, لتشكل صورة من صور الجمال الطبيعي، لما فيها من نظرة ساحرة تسر الناظرين خلفتها عيونها المائية الطبيعية، من بينها عين كبيسة الغنية بالمواد الكبريتية فضلا عن طبيعتها الجغرافية الساحرة.
ويقصد المئات من المواطنين "عين كبيسة"، بعضهم لغرض العلاج من الأمراض الجلدية، فيما دفع هدوئها آخرين لقضاء أوقات طويلة فيها للتخلص من ضغط المدينة ومشاغل الحياة والتزاماتها.
مشهد غير مألوف
وتمتاز عين كبيسة الكبريتية، بأن الماء فيها يشكل صورة استثنائية وغير مألوفة على الإطلاق، ففي الصباح يكون لون الماء مختلفا تماما عن فترة الظهيرة وهكذا الحال بالنسبة لما بعد الظهيرة.
ويقول (محمد سعيد)، وهو احد المواطنين القاطنين في مدينة كبيسة، إن " مياه العين تتكون من تدفق المياه الجوفية في باطن الأرض مروراً بالطبقات الجيرية التي تحتوي على عدة معادن مترسبة ومن ضمنها الكبريت، وتستخدم للأغراض علاجية منذ القدم، فضلا عن سقي بساتين النخيل القريبة منها".
ويضيف سعيد خلال حديثه لـ"الديرة" أن "عين كبيسة يقصدها الكثير من المواطنين ممن هم داخل المحافظة وخارجها، لما تتمتع به من نظره ساحرة، بسبب ألوان مياهها الجميلة التي يكون شكلها أبيضا في الصباح، وأزرقا أو أزرق داكن في وقت الظهيرة، فيما يتحول إلى الأخضر في فترة ما بعد الظهيرة".
ولا تكتفي كبيسة عند هذا الحد، بل تمتاز تربتها بكونها موطن للكثير من المعادن المختلفة.
متنفس سياحي مهم
وتحولت ناحية كبيسة، في الآونة الأخيرة إلى متنفس سياحي مهم للكثير من العائلات من داخل المحافظة وخارجها.
ويقول مدير الناحية خالد كامل الشايع في تصريح صحفي تابعته "الديرة"، إن "الناحية بدأت بتطوير عيون كبيسة وتحويلها إلى متنفس للعائلات" ،مؤكداً أن "الأعمال بدأت بتبليط الشارع المؤدي إليها بطول 2 كيلو و400 متر وبعرض 15 متراً بالإضافة إلى إنشاء سياج محيط بها وحدائق ومساحات خضراء".
وأضاف الشايع، أنه "ضمن خطة تنمية الأقاليم لهذا العام 2022 سيتم تأثيث المنتزه وتجهيزه بالألعاب" ، مشيراً إلى أن "نسبة الإنجاز فيها وصلت 80% وبتنفيذ ومواصفات عالية جداً وبإشراف بلدية كبيسة".
وتابع أن "المشروع يشمل تبطين العيون بالحجر وإضاءة الشوارع المؤدية إليها" ،لافتاً إلى أن "مياه هذه العيون لم تستغل بالشكل الصحيح ويتطلب الاهتمام بهذه المرافق لما لها من فوائد طبية وسياحية".
معلم تراثي
وبشأن أهمية العيون الكبريتية ذكر رئيس جمعية هيت للتراث والثقافة جمال داود، أنه "في مدينة هيت وكبيسة الكثير من عيون المياه الجوفية المعدنية، وهناك عيون خاصة تستخدم لعلاج الأمراض الجلدية ، ومن هذه العيون هي عين الجربة كما يطلق عليها أهالي المدينة وتستخدم في علاج الأمراض الجلدية" ،مشيراً إلى أنه "بالإمكان استثمار هذه العيون وإنشاء حمامات سباحة قريبة يستفاد منها المرضى".
ولفت إلى أن "عيون كبيسة الكبريتية تعد من العيون الطبيعية القديمة التي يمكن أن تتجول إلى معلم تراثي مهم في المحافظة".