آخر الأخبار


الجماهير تفتش عن "الهوية" نصف مليون دولار تحمي كاساس من عاصفة الغضب العراقية

  • A+
  • A-

 الديرة - الرمادي


يعيش المنتخب العراقي لكرة القدم واحدة من أكثر فتراته اضطرابًا، وسط انتقادات حادة وقلق جماهيري متزايد، بعد سلسلة نتائج مخيبة أفقدته بريقه وهوّيته التنافسية، فمع الخروج المبكر من كأس آسيا والخسارة الصادمة أمام فلسطين في تصفيات كأس العالم 2026، وجد المدرب الإسباني خيسوس كاساس نفسه في عين العاصفة، مع تصاعد المطالبات بإقالته، إلا أن الاتحاد العراقي يواجه عقبة مالية كبرى تعيق اتخاذ القرار: نصف مليون دولار، وهي قيمة التعويض المنصوص عليها في عقد المدرب في حال فسخه.


وكان التعادل المرير أمام الكويت على ملعب البصرة آخر حلقات النزيف، حيث تراجع العراق إلى المركز الثالث في مجموعته برصيد 12 نقطة، متخلفًا عن الأردن (13 نقطة) وكوريا الجنوبية المتصدرة (16 نقطة)، ما جعل حلم التأهل المباشر أكثر تعقيدًا.


حزيران… شهر الحسم أم تبخر الأحلام؟


أمام هذا الواقع، يواجه المنتخب استحقاقين مفصليين في حزيران المقبل، الأول أمام كوريا الجنوبية في البصرة (5 حزيران)، والثاني أمام الأردن في عمان (10 حزيران)، وهي مواجهات ستحدد مصير "أسود الرافدين" في السباق نحو المونديال.


في الكواليس، يحتدم النقاش داخل أروقة الاتحاد العراقي حول مستقبل كاساس، الذي لم ينجح في إقناع الشارع الرياضي رغم مرور عامين على تعيينه، وسط اتهامات بأن قراراته الفنية تأثرت بتدخلات إدارية قلّصت فاعليته التكتيكية.


ويرى محللون أن المدرب الإسباني أخفق في تثبيت أسلوب لعب واضح، مع خيارات فنية غامضة وإخفاقات متكررة، آخرها الهزيمة أمام فلسطين، ومع ذلك، فإن الشرط الجزائي في عقده يجعل الاتحاد مترددًا في اتخاذ قرار الإقالة، ما يثير تساؤلات حول جدوى الإبقاء على مدرب فقد البوصلة، وفق تعبير منتقديه.


الجماهير في حالة ترقب… فهل يستعيد الأسود أنيابهم؟


لطالما كانت الجماهير العراقية السند الحقيقي للمنتخب، لكنها تعيش اليوم حالة من القلق والتوجس، ما بين أمل في إنقاذ حلم التأهل، وخشية من استمرار نزيف النقاط والهوية. فهل يستطيع المنتخب العراقي تصحيح المسار في مواجهتي حزيران، أم أن الطريق إلى مونديال 2026 سيصبح مجرد سراب في صيف العراق اللاهب؟


الوقت ينفد، والكرة الآن في ملعب القرارات الجريئة.