الديرة - الرمادي
قال الكاتب المتخصص في الشؤون الكردية، سامان نوح، اليوم الاربعاء، إن ما يحدث من مشاكل في ملاعب إقليم كردستان هو أمر متوقع، بل ويكاد يكون طبيعيًا، نتيجة للتجييش والتضخيم والتحفيز الذي يحصل في الملاعب وخارجها.
وذكر نوح في منشور على صفحته في "فيسبوك"، أن "كل لعبة تُقدَّم وكأنها قضية تحدٍّ كبرى ومعركة مصير، لتتجاوز اللعبة كونها مساحة للتسلية أو الترفيه أو حتى الرياضة الجسدية والنفسية".
وأشار إلى أن "المباريات تُحوَّل، عن جهل أو عن قصد، إلى منافسة شرسة ينشغل بها الشباب والمراهقون عن القضايا والمشاكل والهموم الأساسية التي يعيشها الإقليم".
وبيّن أنه حين يتحقق الانتصار الرياضي، فإنه يُستَقبل وكأنه تعويض عن خيبات الواقع وفشله".
ولفت إلى أن "المشهد يتكرر منذ سنوات، إذ يلعب نادي زاخو مع نادي دهوك على أرضه، فتتصاعد نبرة التحدي، وتحدث خروقات للقيم الرياضية وقوانين اللعب، ثم تتضخم المشكلة لتتطلب ندوات ولقاءات إدارية واجتماعية لتقريب المتنافسين".
وأضاف نوح أنه "حين يلعب نادي دهوك مع نادي زاخو على أرضه، تقع نفس المشاكل، وترتفع الحساسيات، وتدخل إدارة الناديين وروابط المشجعين في حالة إنذار، وينتهي الموضوع بألف يا ويلاه".
وأشار إلى أنه "في حال فاز نادي دهوك ببطولة غير معروفة، يتحول الأمر لأيام إلى كرنفالات فرح واحتفالات صاخبة، ويتم إقحام السياسة في الأمر، بعد أن كان التجييش حاضراً في كل مكان، وكأن الأمر لا يتعلق بمجرد لعبة فيها احتمال الخسارة كما الفوز".
وأكد أن "ما حصل الليلة في لقاء نادي زاخو مع نادي نوروز في السليمانية، هو أمر وارد ومتوقع في أي مباراة تجمع أندية كردستان".
ونبّه إلى أن "اللعبة تحولت إلى صراع مفتوح، والساحة إلى ميدان للتشابك بين مئات المشجعين، ما أسفر عن سقوط عشرات المصابين من الجانبين، وارتفاع ضجيج صفحات السوشيال ميديا".
وأوضح نوح أن "اللعبة تحولت إلى كارثة تقسم المجتمع بدل أن توحده، وتثير الألم بدل أن تبعث المسرة، فيما ستأتي العقوبات الإدارية لتنال من الناديين".
وشدد على أن "هذا الشباب المتحفز يحتاج إلى اهتمام حقيقي بمشاكله، وحاجة إلى تلبية طموحاته وتحقيق أحلامه، وهو ما لا يمكن أن يتحقق بالطريقة التي يتم العمل بها حاليًا، ولا من خلال تسويق انتصارات وهمية".
وأكد أن "هذا الجيل من الشباب، الذي بات يجد نجاحه في انتصار فريقه، أو يراه تعويضًا نفسيًا، لم يعد قادرًا مع الوقت حتى على تحمل خسارة فريقه أو فريق مدينته".
وكانت مباراة ناديي دهوك وزاخو في دوري نجوم العراق قد تحولت إلى حلبة مصارعة بعد نزول الجماهير الرياضية إلى الملعب والإبل بفوضى عارمة أدت إلى توقف المباراة، ولم تكن هذه المرة الاولى التي تشهد فيها ملاعب كردستان هذا النوع من الفوضى الأمر الذي دفع المتابعين للشأن الرياضي المطالبة بان تكون المباريات التي تقام في ملاعب الإقليم بدون جماهير.