الديرة - الرمادي
أعلن حزب "تقدم" الذي يتزعمه الرئيس محمد الحلبوسي، عن خطة استراتيجية شاملة لمكافحة بطالة الشباب في العراق، تستهدف خفض معدلات البطالة في الفئة العمرية 15-24 سنة من 32.09% حالياً إلى أقل من 20% خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وتركز الخطة بشكل خاص على دمج الفئات الأكثر تهميشاً في سوق العمل، لا سيما خريجي الجامعات الجدد والإناث والشباب غير المنخرطين في التعليم أو التدريب أو العمل (NEET).
واطلع تلفزيون "الديرة" على مضمون الخطة، التي تعكس الإلتزام الراسخ للحزب في معالجة التحديات التي تواجه الشباب، الذين يمثلون ثروة العراق الحقيقية ومستقبله.
وتحاول الخطة معالجة الأرقام الصادمة فبنحو 36.7% من الشباب غير منخرطين في أي نشاط تعليمي أو مهني، مع تفاوت كبير بين الإناث (52.3%) والذكور (22.1%)، وهو ما يتطلب تدخلاً عاجلاً وفعالاً.
استراتيجية شاملة
تتضمن الخطة التي كشف الحزب عن تفاصيلها إطلاق 20 مركزاً للتعليم والتدريب الفني والمهني خلال العام الأول، موزعة على مختلف المحافظات العراقية، مع التركيز على المهارات الأكثر طلباً في سوق العمل مثل الميكانيك والكهرباء والضيافة وتكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية، وسيتم تطبيق نموذج التدريب المزدوج بالشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، الذي يجمع بين التدريب النظري والعملي في مواقع العمل.
وللتشجيع على توظيف الشباب، ستقدم الحكومة حوافز ضريبية للشركات التي توظف نسبة لا تقل عن 30% من الشباب، تتمثل في خصم 25% من ضريبة الأرباح، كما ستلتزم المشاريع الاستثمارية الكبرى في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والنقل بتخصيص 15% من وظائفها للشباب المحليين من الفئة العمرية 18-29 سنة.
وفي السياق ذاته، سيطلق الحزب برنامج "وظيفتك الحكومية" لتوفير 50 ألف فرصة تدريب وتمهين سنوياً في مؤسسات الدولة، مما يمنح الشباب فرصة لاكتساب الخبرة العملية وتطوير مهاراتهم المهنية.
دعم مختلف المجالات
تولي الخطة اهتماماً كبيراً بتشجيع الشباب على إطلاق مشاريعهم الخاصة من خلال صندوق "ريادة الشباب" الذي سيوفر تمويلاً يصل إلى 50 مليون دينار عراقي لكل مشروع، مع ضمان حكومي بنسبة 70%، وسيتم إنشاء حاضنات أعمال في بغداد والمحافظات الكبرى لتقديم الدعم الاستشاري في مجالات التسويق والقانون والمحاسبة، إلى جانب تبسيط إجراءات التسجيل عبر منصة "إنجاز" الإلكترونية، مع خصم رسوم التسجيل لأول ثلاث سنوات.
وفي مجال الاقتصاد الرقمي، تستهدف الخطة تأهيل 5000 شاب وشابة سنوياً من خلال معسكرات برمجة مكثفة بالتعاون مع شركات عالمية مثل Google وMicrosoft، كما ستطلق مبادرة "حكومة رقمية" لتوظيف الشباب في مشاريع رقمنة الخدمات الحكومية، مع إمكانية تحويل العقود المؤقتة إلى دائم، فيما سيتم إنشاء منصة توظيف إلكترونية مدعومة بالذكاء الاصطناعي للمواءمة بين مهارات الباحثين عن عمل واحتياجات أصحاب العمل.
أما في القطاع الزراعي، فستقدم الخطة قروضاً ميسرة تصل إلى 30 مليون دينار للمشاريع الزراعية التي يديرها الشباب، مع إعفاء جزئي من الفوائد، وستنشأ مراكز تدريب حقلي لتعليم تقنيات الزراعة الحديثة، إضافة إلى تشكيل تعاونيات زراعية للشباب لدعم التسويق المشترك وتقليل التكاليف.
وتضع الخطة المرأة الشابة في قلب أولوياتها، مع تقديم حوافز إضافية للشركات التي توظف الإناث، تشمل خصوماً ضريبية إضافية وتغطية تكاليف رعاية الأطفال في مواقع العمل، كما سيتم إنشاء مراكز متخصصة في محافظات مختارة مثل البصرة ونينوى لتوجيه الشباب غير المنخرطين في التعليم أو العمل وربطهم بفرص التدريب والتوظيف.
تنفيذ فوري
ولضمان تنفيذ الخطة بفعالية، سيتم تشكيل مجلس توجيهي مركزي برئاسة رئيس الحزب ووزراء العمل والتخطيط، مع مشاركة ممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني، وستعمل لجان فرعية على مستوى كل محافظة لمتابعة التنفيذ وتقييم الأداء من خلال مؤشرات أداء شهرية، كما ستطلق منصة رقابية مفتوحة عبر الإنترنت تعرض الإحصاءات وميزانيات البرامج لضمان الشفافية ومكافحة الفساد.
وستخصص الحكومة 1.5% من إجمالي الإنفاق الحكومي لتمويل الخطة خلال السنتين الأوليين، ثم 1% بعد ذلك، مع السعي لعقد شراكات مع مؤسسات دولية مثل البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الإسلامي للتنمية، كما سيتم طرح سندات خضراء واجتماعية لجذب استثمارات القطاع الخاص.
وتتضمن الخطة حملات إعلامية واسعة النطاق لإبراز قصص نجاح الشباب المستفيدين من البرامج، إلى جانب تنظيم منتديات شبابية في المحافظات لتعزيز الحوار المباشر بين مرشحي الحزب والشباب، مع الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي لنشر التحديثات وتشجيع المشاركة.
وبهذه الخطة الطموحة، يسعى حزب "تقدم" إلى ترسيخ موقعه كفاعل سياسي يضع الشباب في قلب أولوياته، ويقدم حلولاً عملية لواحدة من أبرز التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه العراق في المرحلة الراهنة.