آخر الأخبار


صاحبة الوجه الطيب… قصة كرم لا يُنسى لامرأة من القائم

  • A+
  • A-

 الديرة - الرمادي


في رحلة إنسانية إلى قضاء القائم غرب محافظة الأنبار، حيث كانت فرق الإغاثة تقدم المساعدات العائلات المتعففة بعد تحرير المدينة من براثن الإرهاب، توقف المصور طارق العساف عند لحظة مختلفة، لحظة لا تُشترى ولا تُنسى.


يروي العساف تفاصيل تلك اللحظة قائلاً: "بينما كنا نطرق أبواب البيوت لتقديم ما تيسر من المعونات، استوقفتنا امرأة مسنة، ملامحها الطيبة حفرت فيها قسوة الزمن، لكنها كانت مشرقة بوجه أم عراقيّة لا تنكسر".


رغم تواضع بيتها، ووضوح ضيق حالها، أصرت المرأة على أن يكون الوفد ضيفها، "قلنا لها إن عددنا كبير"، يضيف العساف، "لكنها ردّت بإصرار: (والله لو اتداين واضيفكم، هم ما أخليكم تروحون)".


ويتابع المصور: "كان موقفها تجسيداً حقيقياً لكرم أهل القائم، وأردت أن أخلّد تلك اللحظة بعدستي، ليس كصورة عابرة، بل كوثيقة وفاء لمدينة مجروحة لم تفقد إنسانيتها، ولا طيبتها، ولا دفء قلوبها".


في صورةٍ واحدة، اختزل طارق العساف وجهاً أنهكه الزمن، لكنه انتصر على القهر بالبشاشة والكرم، لتبقى الصورة شاهداً على عمق الروح العراقية، وكرامة الأرض التي تنبت العطاء حتى في أقسى الظروف.