آخر الأخبار


ديرة الهلا.. برنامج "وجه العراق" متجوّلاً في الأنبار: هُنا ثروة البلد وشجاعة الكرم والفزعة

  • A+
  • A-

 الديرة - الرمادي


 من أمام نواعير هيت غرب محافظة الأنبار يستهل مقدم برنامج “وجه العراق”، كريم السيد، الذي يعرض على قناة العراقية الإخبارية، بداية حديثه قائلاً: “نحن نتواجد في معلم عراقي أصيل ووجه من وجوه محافظاتنا الجميلة والموجود في محافظة الأنبار وتحديداً في قضاء هيت، وهو واحد من ملامح التراث العالمي ليس العراقي فقط، اتكلم عن نواعير هيت، وهي تجسد الصناعة العراقية وكيفية تشييد هذا المكان وفكرة نقل المياه فيه، وتوضح كيف كان الإنسان العراقي يبتكر أشياء في حياته ويفكر بطريقة مختلفة”.

وأضاف السيد، أن “هيت هي منطقة غنية ليس على مستوى المياه فقط وهذه الصناعات، وإنما أيضاً في وجود (القير) التي يؤخذ منها وتبنى بها الزقورات والمباني والمعابد والممالك والدول القديمة”.


وأردف السيد، “نحن في محافظة الكرم والشهامة والشجاعة وهي الأنبار لنعيش لحظات من وجه العراق الباسم والمشرق”.


“هلا يالتسوة عندي الدنيا كلها.. أهل المرجلة والطيب أهلها”.. الشاعر أحمد هندي في مدح الأنبار.. متحدثاً عن دور مثقفي وشعراء المحافظة.

في جزء من لقائه مع البرنامج، ذكر الشاعر أحمد هندي، أن مثقفي وشعراء محافظة الأنبار كان يقع على عاتقهم مهمة إبراز الوجه الحقيقي للأنبار، وقال: “جزء من دورنا، في يوم ما كان الإعلام يعمل عكس المحافظة، وفي بعض الأوقات لا نملك قنوات فضائية، وفي بعض الأحيان لا نملك مراسلين بسبب الوضع الأمني، لذا أصبح على عاتقنا دوران، الأول أن تكتب شعراً، والثاني أن تنقل صورة أهلك ومحافظتك رغم كل التشويه الذي حدث اتجاه محافظتنا وأبناءها، لكننا حاولنا وقاتلنا من أجل إظهار الوجه الحقيقي للمحافظة، وهذا هو الوجه الذي ترونه اليوم، ونحن أبناء المحافظة سعداء اليوم جداً بأي زائر يأتي إلينا”.


وأشار الهندي: “نحن نتمنى أن يكون هناك تركيز حكومي من الحكومة المركزية على الجانب السياحي في الأنبار، لأن المحافظة اليوم جاهزة لكي تكون قبلة سياحية وفيها تضاريس وجغرافية وآثار، إذ لدينا اليوم آثار معرضة للاندثار كما ترون أمامنا مأذنة الفاروق، وهي معرضة للسقوط، والكثير غيرها، إضافة إلى وجود المدينة السياحية في الحبانية، ووجود صحراء الغربية”.


وذكر الهندي، أكثر أبيات شعرية شعبية يعتز فيها وكتبها للأنبار، قائلاً:

“هلا يالتسوة عندي الدنيا كلها .. أهل المرجلة والطيب أهلها

التحط أم العراوي من يجي الضيف.. شرط أربع زلم تتكابل لها

مو ديوان طب على الدرابين.. ودك الباب أي فقير إلي من أهلها

تلكة المعازيب صغار وكبار.. هلا وحياهم الله تصيح كلها

هيبة ومن يمر طاريها الأنبار.. دول عظمى احترامنا توكفلها

هاي إلي من نعوف ترابها نموت.. نطش أرواحنا الها وترخصلها

السجود لغير الله لون مسموح.. والله لأسجدلها”.


دعم البيئة وجذب السائحين، الناشطة ندى عبد الصمد، توضح اهتمام الناشطين بتعزيز السياحة في قضاء هيت.

أكدت الناشطة والمهندسة الزراعية، ندى عبد الصمد، من قضاء هيت، أن الناشطين في مدينة هيت يهتمون بالعديد من القضايا، إذ قالت: “اليوم هناك توجه من الحكومة المحلية والمنظمات والجهات ذات العلاقة بدعم القضايا البيئية بسبب التغيرات المناخية التي تطرأ على المدينة”.


وأوضحت: “أنا أول امرأة في هيت عملت على موضوع السياحة ونفذنا مخيمات استهدفنا فيها ناشطين وأشخاص معروفين حاولنا من خلال تعزيز السياحة في مدينة هيت والأنبار بشكل عام، ونحن نمتلك مناطق أثرية وتاريخية ومناطق جميلة، ومدينة هيت فيها النواعير والقلعة، وفي حديثة عيون حجلان، وفي هيت أيضاً عيون القير، وكذلك مدينتي عنه وراوة فيها مناطق أثرية لديها فرصة لتكون مناطق سياحية”.


الأنبار تطورت ونعيش بأمان وسلام فيها.. مواطنون من كورنيش الرمادي والمقاهي الشعبية، ماذا قالوا عن الأنبار؟

يذكر أحد المواطنين، أثناء لقائه في البرنامج، أن الأنبار أصبحت أكثر تطوراً وهناك العديد من المشاريع التنموية فيها، إذ قال: “هناك مشاريع كبيرة في الرمادي، وكل ما نحتاجه هو الصبر، على سبيل المثال هناك ملعب الرمادي الكبير، ومشروع توسعة مدينة الرمادي، وفندق الأنبار، والكثير من المشاريع المهمة التي تعكس أن المدينة تطورت، واليوم في المحافظة اكتشاف الجريمة فيها لا يتجاوز مدة 24 ساعة، وهذه قوة عندما يمثل القانون في المحافظة بنسبة 100٪، كل ذلك يدل أننا نعيش في المحافظة يسودها الأمن والأمان”.


وأضاف مواطن آخر: “محافظة الأنبار يتميز أهلها في التألف الاجتماعي، والرمادي اليوم فيها أماكن جيدة هناك كورنيش وجسور جميلة، والشوارع رائعة، وهناك أمن واستقرار، ونحن ندعو المسؤولين في شهر رمضان لدعم الأسر المتعففة في المحافظة”.

وفي حديث مع مواطنين آخرين قالوا: “الرمادي فيها أجواء رمضانية جميلة جداً، وجميع سكان المحافظات الأخرى يأتون للأنبار، ويعلمون أن مدينة الرمادي تغيرت من الدمار والخراب إلى الإعمار، والرمادي فيها الكثير من الأماكن السياحية ومطاعم وغير ذلك”.

النواعير أيقونة مدن أعالي الفرات.. أحد العاملين في الموارد المائية من هيت، يستعرض قدم المدينة وعمقها التاريخي.

يتحدث أحد موظفي وزارة الموارد المائية، من قضاء هيت عن النواعير ويصفها بأيقونة مدن أعالي الفرات، موضحاً قدم المدينة التي تحتضنها، قائلاً: “تعد النواعير هي أيقونة مدن أعالي الفرات، وهيت تعتبر الأساس بالنسبة للنواعير، وهذه المدينة تعتبر من ثلاث أقدم مدن في العالم”.


وتابع: “أنه في زمن السومريين والأكديين هذه النواعير وجدت، لذا تشكل النواعير عمق التاريخ، ووزارة الموارد المائية في 2019 قامت بالاهتمام بهذا الموروث وإعادة إحياء النواعير في هيت، وبعد إتمام العمل أصبحت النواعير المتنفس الوحيد لأهالي هيت ومن ثم أصبحت متنفساً لكل المحافظة، ويأتي إليها الأفراد من جميع المحافظات لزيارتها وحتى من خارج العراق وهم المهتمون بالتراث، وسابقاً كان الإنجليز يأتون للنواعير ويمتلكون خرائط توجد فيها النواعير”.


من أمام إحدى مدارس الأنبار التي تأسست 1919، مقدم البرنامج كريم السيد، يختتم حلقته متحدثاً عن عراقة وأصالة مدن الأنبار.

قال السيد: “استوقفتني هذه المدرسة التي تأسست سنة 1919، أي قبل تأسيس الدولة العراقية، وهذا يمثل دلالة وإشارة على الاهتمام بالأنبار من ناحية التعليم منذ هذا التاريخ، إذ أستطيع القول أن لدينا تفاصيل أقدم من دول أخرى، وهذا جانب يعبر عن أصالة وعراقة مدن الأنبار”.