آخر الأخبار


إجلاء أمريكي واسع.. والضربة تقترب من طهران

  • A+
  • A-

 الديرة - متابعات


افاد الصحفي الاستقصائي رياض محمد بأن شبكة CBS News الأمريكية اكدت أن مسؤولين أمريكيين أفادوا بأن إسرائيل أنهت استعداداتها لشن هجوم يستهدف البرنامج النووي الإيراني، وسط تقارير متطابقة من صحف واشنطن بوست ونيويورك تايمز، وشبكة NBC، بالإضافة إلى القناة 14 الإسرائيلية، تشير إلى أن تنفيذ الهجوم قد يتم خلال أيام قليلة.


وقال المسؤولون الذين تحدثوا بشرط عدم كشف هوياتهم – إن هذا الهجوم المحتمل هو السبب المباشر وراء صدور أوامر بإجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين غير الأساسيين من العراق والكويت والبحرين، بالإضافة إلى عوائل العسكريين الأمريكيين.


وأشار الصحفي رياض محمد إلى أن الرئيس دونالد ترامب أكد شخصياً أن المخاطر الأمنية هي الدافع وراء هذا القرار، وهو ما دعمته أيضاً وزارتا الخارجية والدفاع الأمريكيتان، والسفارة الأمريكية في بغداد.


وأضاف أن الإجراء الاحترازي الأمريكي يستند إلى فرضية تفترض أن إيران قد ترد على الضربة الإسرائيلية المحتملة عبر استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة، وهو تهديد سبق أن أعلنه وزير الدفاع الإيراني صراحة.


وأوضح أن مجلة نيوزويك نقلت عن جماعة الحوثي في اليمن تهديداً بأنهم سيقومون باستهداف الولايات المتحدة وإسرائيل في حال تعرضت إيران لهجوم.


كما أشار إلى أن ترامب عبّر علناً عن تشاؤمه من نتائج المفاوضات النووية مع إيران، رغم أن الجولة السادسة من المحادثات من المقرر أن تُعقد خلال أيام. وأكد أن ترامب كان قد صرّح قبل أسابيع بأنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعدم رغبته في ضربة إسرائيلية خلال فترة التفاوض.


وتابع أن ترامب أجرى مكالمة هاتفية مع نتانياهو قبل يومين، طلب خلالها منه وقف الحرب في غزة والتوقف عن التصعيد تجاه إيران، بحسب مصادر مطلعة.


وذكر أن منظمة التجارة البحرية البريطانية كانت قد أطلقت تحذيرات من مخاطر أمنية متزايدة في منطقة الخليج، في حين أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أسبوعين أن إيران خصبت 408 كيلوغرامات من اليورانيوم بنسبة 60%، وهو ما اعتبره عقبة رئيسية أمام أي اتفاق نووي جديد.


وأشار محمد ايضا إلى أن الولايات المتحدة، بدعم من إسرائيل، ترفض استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم، بينما تصر طهران على أن ذلك حق سيادي لها.


وفي تحليله للموقف، قال إن "ترامب لم يتخذ قراراً مباشراً بضرب إيران، لكنه ربما قرر عدم منع إسرائيل من تنفيذ الضربة، أو أن نتانياهو قرر تجاهل طلب ترامب بعدم التصعيد".


وأكد أن "غياب مؤشرات عسكرية مثل شن حملة تشويش إلكترونية من قبل البحرية أو الطيران الأمريكي – والتي عادةً ما تسبق الضربات – يُضعف فرضية مشاركة أمريكية مباشرة في الهجوم".


كما أضاف أن "الاحتجاجات الداخلية في الولايات المتحدة، والتي بدأت في لوس أنجلوس وامتدت إلى مدن أخرى، تجعل من توقيت أي عملية عسكرية أمريكية مباشرة ضد إيران أمراً غير مناسب حالياً".


ويرى أن أي "هجوم على المنشآت النووية الإيرانية لن يؤدي إلى تدمير البرنامج بالكامل، بل قد يؤخره فقط، وربما يدفع إيران إلى التعجيل بصنع قنبلتها النووية".


لكنه عاد وأشار إلى أن إيران حالياً تمر بأضعف حالاتها منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية، مشيراً إلى أنها خسرت أهم حلفائها في سوريا ولبنان وغزة، كما دُمرت منظومات دفاعها الجوي الرئيسية.


كما نوّه إلى إعلان إيران مؤخراً أنها استولت عبر عملية استخباراتية على وثائق حساسة تتعلق بالبرنامج النووي الإسرائيلي، وقال إن صحة هذه الادعاءات – إن تأكدت – قد تبرر رداً إسرائيلياً وتزيد من قلق إسرائيل من إمكانية استخدامها كورقة ردع إيرانية.


واختتم الصحفي تحليله بالإشارة إلى أنه وعلى الرغم من تهديدات إيران، فإنه لا يُتوقع أن تقوم طهران باستهداف مباشر للقواعد الأمريكية في حال نفذت إسرائيل الضربة، مرجحاً أن يتم الرد عبر وكلاء إيران في المنطقة، خاصة في العراق، حيث قد تنفذ فصائل مسلحة تهديداتها باستهداف المصالح الأمريكية، ما قد يدفع واشنطن إلى رد عسكري مباشر.