آخر الأخبار


هل سحبت طهران جنودها من اليمن؟.. تقرير بريطاني نقلا عن مسؤول إيراني: الحوثيون لن يصمدوا.. لا فائدة من دعمهم!

  • A+
  • A-

 الديرة - الرمادي 


كشف تقرير عن قيام إيران بإصدار أوامر تقضي سحب عناصرها العسكرية من اليمن، بالتزامن مع التصعيد الذي تشنه الولايات المتحدة الاميركية ضد الحوثيين وشن ضربات جويه بشكل يومي على اهدافهم العسكرية.


ويتحدث التقرير الذي اعدته صحيفة تليغراف البريطانية، وترجمته "الديرة"، أن إيران أمرت العسكريين التابعين لها بمغادرة اليمن، متخلية عن دعمها للحوثيين مع تصعيد الولايات المتحدة لحملتها الجوية ضد الجماعة المتمردة.


وقال مسؤول إيراني رفيع للصحيفة إن هذه الخطوة تهدف إلى تجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة إذا قُتل أي جندي إيراني.


وأضاف المسؤول أن إيران تعمل أيضًا على تقليص استراتيجيتها في دعم شبكة الوكلاء الإقليميين للتركيز على التهديدات المباشرة القادمة من الولايات المتحدة بدلاً من ذلك.


وأوضح المصدر أن “القلق الرئيسي لطهران هو ترامب وكيفية التعامل معه”، مشيرًا إلى أن “كل اجتماع تهيمن عليه مناقشات حوله، ولم يتم التطرق إلى أي من الجماعات الإقليمية التي كنا ندعمها في السابق”.

تصعيد أمريكي وضغوط على إيران


تواصل الولايات المتحدة شن ضربات جوية شبه يومية على الحوثيين منذ تسريب محادثات جماعية بين مسؤولين في إدارة ترامب حول هذه الهجمات إلى وسائل الإعلام الشهر الماضي.


ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الضربات بأنها “ناجحة بشكل لا يُصدق”، حيث دمرت أهدافًا عسكرية مهمة وقتلت قادة بارزين في الجماعة.


وقال المتحدث باسم البنتاغون إن الولايات المتحدة سترسل المزيد من الطائرات الحربية إلى المنطقة، لكنه لم يقدم تفاصيل محددة.


ومع ذلك، أعلنت الجناح 124 المقاتل في القوات الجوية الأمريكية الشهر الماضي عن إرسال “عدة” طائرات هجومية من طراز A-10 Thunderbolt II و300 طيار إلى الشرق الأوسط.


دور روسيا والمملكة العربية السعودية في الأزمة


يُعتقد أن خبيرًا عسكريًا روسيًا في صنعاء، عاصمة اليمن، يقدم المشورة للحوثيين بشأن تنفيذ هجماتهم مع تجنب استهداف السعودية.


وقد شنت المملكة ضربات جوية ضد قوات الحوثيين منذ تدخلها في الحرب الأهلية اليمنية عام 2015، واستضافت مؤخرًا محادثات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في أوكرانيا.

المواجهة في البحر الأحمر


أكد الحوثيون أنهم استهدفوا سفنًا حربية أمريكية في البحر الأحمر، بما في ذلك حاملة الطائرات USS Harry S. Truman، التي تقود الجهود العسكرية الأمريكية ضد الجماعة.


ورغم أن أياً من السفن لم يُصب بعد، إلا أن البحرية الأمريكية وصفت نيران الحوثيين بأنها “الأشد” التي واجهها بحارتها منذ الحرب العالمية الثانية.


وفي الوقت نفسه، تتجه حاملة الطائرات الأمريكية USS Carl Vinson، التي تعمل حاليًا في آسيا، إلى الشرق الأوسط لدعم العمليات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين.


إيران تقلل من دعمها للحوثيين


صرح مصدر في النظام الإيراني بأن “الرأي السائد هنا هو أن الحوثيين لن يتمكنوا من البقاء، وأنهم يعيشون أيامهم أو حتى ساعاتهم الأخيرة، لذلك لا جدوى من إبقائهم ضمن قائمة الحلفاء”.


وأضاف: “لقد كانوا جزءًا من سلسلة تعتمد على نصر الله [الأمين العام السابق لحزب الله] والأسد، والاحتفاظ بجزء واحد فقط من هذه السلسلة للمستقبل لا معنى له”.


إستراتيجية ترامب ونهجه تجاه إيران


يزيد الرئيس ترامب من الضغوط على إيران لإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لمناقشة تقييد برنامجها النووي.


وفي الأسبوع الماضي، نقلت الولايات المتحدة قاذفات شبحية من طراز B-2 إلى القاعدة العسكرية الأمريكية-البريطانية في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي.


وقالت سنم وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد “تشاتام هاوس” للأبحاث، إن تصاعد الضربات الأمريكية على اليمن هو محاولة من إدارة ترامب للتمييز عن الإدارة السابقة.


وكان جو بايدن قد أزال تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية في عام 2021، وهو القرار الذي أعاده ترامب في كانون الثاني.


وأضافت وكيل: “ترامب يحاول إثبات أنه أكثر فاعلية في إنهاء الصراعات وحلها مقارنة بإدارة بايدن”.


تصاعد الهجمات الحوثية والقدرات العسكرية


قال محمود شهره، الدبلوماسي اليمني السابق والباحث المشارك في “تشاتام هاوس”، إن الاستراتيجية الأمريكية ضد الحوثيين خلال رئاسة بايدن كانت “دفاعية”.


وأضاف من العاصمة الأردنية عمان: “سوء التقدير السابق للحوثيين من قبل الولايات المتحدة دفع ترامب إلى شن ضربات أقوى ضدهم الآن، وبدأوا في استهداف الأفراد والجهات الفاعلة الرئيسية”.


وأشار إلى أن الحوثيين يمتلكون أسلحة أكثر تطورًا، مما يجعلهم أكثر قوة مقارنة بالجماعات غير الحكومية الأخرى ضمن شبكة الوكلاء الإيرانيين في الشرق الأوسط.


وتابع شهره: “بعد انهيار حزب الله ونظام الأسد، أصبح الحوثيون في الخطوط الأمامية، وهم يشنون هجمات مكثفة ويخوضون مغامرات عسكرية لإطالة عمرهم السياسي في اليمن، وفقًا لحساباتهم الخاصة”.


تأثير الحرب في غزة على الحوثيين


يحصل الحوثيون على صواريخ وطائرات مسيّرة من إيران، لكنهم يعيدون تسميتها بأسماء يمنية لتجنب الإقرار بارتباطهم بطهران، بسبب الدعاية الداخلية.


وأتاحت نجاحات إسرائيل ضد حماس وحزب الله فرصة لإضعاف نفوذ النظام الإيراني.


ويرى المحللون أن الضربات الصاروخية الإيرانية الفاشلة على إسرائيل العام الماضي أضرت بمصداقية إيران كرادع عسكري، وأثرت سلبًا على معنويات حلفائها.


كما دمرت إسرائيل جزءًا كبيرًا من البنية التحتية لحماس في غزة وألحقت خسائر فادحة بحزب الله في لبنان.

اليمن.. ساحة معركة جديدة


فشلت إيران أيضًا في حماية بشار الأسد، الرئيس السوري السابق وحليفها الرئيسي، من هجوم سريع للمعارضة أطاح به في كانون الأول 2024.


وبعد تراجع نفوذ حزب الله، حاول الحوثيون أخذ زمام المبادرة في قيادة المواجهة ضد إسرائيل.


ومنذ هجمات 7 تشرين الأول 2023 التي قادتها حماس ضد إسرائيل، حسّن الحوثيون من تكتيكاتهم وقدراتهم الصاروخية وبنوا صورة قوية لأنفسهم.


يسيطر الحوثيون على صنعاء، ويطبعون الأموال، ويجمعون الضرائب، ويحولون المساعدات، ويهربون المخدرات، ويبيعون الأسلحة للجماعات الإرهابية في إفريقيا، ويعطلون طرق التجارة الدولية في البحر الأحمر.


ويستفيد الحوثيون من تضاريس اليمن الجبلية، المشابهة لأفغانستان، لإخفاء مخزوناتهم من الصواريخ والطائرات المسيرة في الكهوف وتحت الأرض.


وأوضح شهره: “هم ليسوا بخبرة حزب الله، لكنهم أكثر عدوانية وخطورة في نفس الوقت – عبد الملك الحوثي لديه طموح لقيادة محور المقاومة”.


وأضاف: “الشوارع اليمنية غاضبة – الحوثيون لا يدفعون الرواتب ويفرضون ضرائب باهظة دون أي تمثيل سياسي، لذلك قاعدتهم الاجتماعية ضعيفة، وهذا هو السبب في اعتمادهم على الحرب في غزة للحفاظ على نفوذهم”.