الديرة - متابعة
كشف خبير الإعلام الرقمي، مهند حبيب السماوي، رئيس مركز الإعلام الرقمي، عن تفاصيل الجدل المثار بعد دعوة التلفزيون الإيراني الرسمي المواطنين إلى حذف تطبيق واتساب، متهما إياه بجمع بيانات المستخدمين واختراقها لصالح إسرائيل، مما أثار تساؤلات حول إمكانية استغلال تطبيقات المحادثة لأغراض استخباراتية، ومدى خطورة مشاركة البيانات، وعلاقة ذلك بالسيادة الرقمية للدول.
وردّت شركة "ميتا" المالكة للتطبيق، مؤكدةً أن رسائل واتساب مشفرة بالكامل ولا يُمكن لأي جهة الاطلاع عليها، بما في ذلك التطبيق نفسه.
لكن السماوي أوضح أن التشفير لا يمنع استغلال "البيانات الوصفية" (Metadata)، التي تكشف أنماط نشاط المستخدمين دون محتوى الرسائل.
وبيّن السماوي أن "هذه البيانات تشمل أرقام المرسل والمستقبل، وتوقيت الاتصالات، وموقع الجهاز، وقوائم الاتصال، والمجموعات المشترَك فيها"، مشيراً إلى أنها "ترسم صورة شبه كاملة عن السلوك الرقمي للأفراد والمجتمعات".
وأكد أن "خطورتها تزداد في فترات الصراعات، إذ تُعدّ أداةً قيّمة للأجهزة الأمنية وشركات التجسس".
كما كشف السماوي عن حوادث سابقة لاختراق واتساب، حيث استغلّت شركة "NSO Group" الإسرائيلية ثغرةً عام 2019 لنشر برنامج "بيغاسوس" التجسسي، الذي استهدف أكثر من 1400 شخص بينهم صحفيون وسياسيون. وأشار إلى أن مركز "Citizen Lab" الكندي ربط الهجمات بتراخيص من وزارة الدفاع الإسرائيلية، مما يؤكد طابعها المنهجي الرسمي.
وخلص السماوي إلى أن مراقبة الفضاء الرقمي أصبحت إجراءً ضرورياً لحماية الأمن القومي، خصوصاً مع تحوّل البيانات إلى "كنز" استراتيجي في حروب المعلومات، داعياً إلى موازنة بين الخصوصية ومتطلبات السيادة الرقمية للدول.