آخر الأخبار


موجة تهكير "واتساب" تجتاح العراق: احذروا هذه الرسائل!

  • A+
  • A-

 الديرة - الرمادي 


شهدت منصات التواصل الاجتماعي في العراق خلال الأيام الماضية تداولاً واسعاً لتحذيرات من موجة اختراقات جديدة تستهدف حسابات تطبيق "واتساب"، في ظاهرة باتت تثير قلقاً متزايداً بين المستخدمين العراقيين وخبراء الأمن الرقمي على حد سواء.


وأفاد عدد كبير من المستخدمين بتعرض حساباتهم للتهكير واستغلالها في عمليات احتيال متطورة تستهدف بياناتهم المصرفية وبطاقاتهم البنكية، وسط تحذيرات متزايدة من ناشطين مختصين في الأمن الرقمي بضرورة تأمين الحسابات واتخاذ إجراءات حماية عاجلة.


وتكمن خطورة هذه الموجة الجديدة من الاختراقات في استهدافها المباشر للبيانات المالية الحساسة، حيث يقوم المخترقون بإرسال رسائل من الحسابات المخترقة إلى قوائم الأصدقاء والمعارف، مستغلين الثقة المتبادلة لطلب معلومات بنكية أو تصوير البطاقات الائتمانية تحت ذرائع مختلفة.


وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه العراق نمواً متسارعاً في استخدام الخدمات المصرفية الرقمية والمحافظ الإلكترونية، مما يجعل المستخدمين أهدافاً مثالية للمحتالين الذين يسعون لاستغلال هذا التحول الرقمي لصالحهم.


وتصاعدت التقارير حول تلقي المستخدمين رسائل مشبوهة من حسابات أصدقائهم المخترقة، تطلب تصوير البطاقات البنكية أو تقديم بيانات الحسابات المصرفية. 


وقد حذرت الإعلامية تضامن عبد المحسن عبر حسابها على فيسبوك من تنامي هذه الظاهرة، مشيرة إلى أن "بعض دارسي الأمن السيبراني في العراق قد استهوتهم فكرة الدخول إلى الحسابات لغرض التسلية وأغراض أخرى".


وفي السياق ذاته أكد حيدر جبار، عضو تجمع تكنولوجيا العراق، على خطورة الوضع قائلاً: "من البارحة عدد غير قليل من المنشورات على فيسبوك عن تهكير حسابات واتساب، والهاكر يراسل أصدقاء الضحايا يطلب منهم تصوير البطاقات البنكية الإلكترونية أو معلومات عن حساباتهم البنكية".


أساليب مختلفة


وقال الناشط الرقمي، علي عادل، في تصرح خاص لـ "الديرة"، ان "الفترة الماضية هناك  أشخاص تعرضوا لمحاولات تهكير حسابات الواتساب، ليس فقط بالعراق، بل في المنطقة بشكل عام، ونتيجة لهذه المحاولات وردت تقارير، باستخدام الحسابات المخترقة بطلب بطاقات بنكية، أو الوصول إلى المعلومات الشخصية".


وأضاف عادل: ان "السبب الذي دفع القراصنة إلى إجراء عمليات الاختراق هذه، هو الربح المالي، أي يخترقون حساب الضحية، ويراسلون أصدقائه لطلب بطاقات شحن (رصيد)، أو مبلغ معين من المالي، أو تحويلات مالية، أو يصلون إلى البيانات الحساسة، للضحية، مثل الصور والمحادثات الخاصة، ويتم استخدامها لأغراض الابتزاز".


فيما كشف المختص في الأمن الرقمي حسين محمود أن هذه الموجة من الاختراقات ليست جديدة، موضحاً أن "السبب الأكبر لهذا هو الاستخدام الخاطئ أو عدم الوعي الكافي من قبل الناس بالحماية الرقمية والأمن الرقمي".


وأشار محمود في حديث خص به تلفزيون "الديرة" إلى أن أكثر الحيل المستخدمة حالياً تتمثل في "الروابط الوهمية أو الروابط التي تحمل برمجيات خبيثة، فهي سهلة التداول وتحقق أهداف الاختراق بسرعة بسبب عدم فحص الناس للروابط قبل فتحها". 


و أوضح وجود طريقة أخرى تُسمى "التصيد الاحتيالي"، وهي مجموعة حيل يستخدمها المخترق للإيقاع بالضحية عبر التواصل معه بصفة صديق للحصول على المعلومات الكافية لاختراق حسابه.


توصيات مهمة


قدم الخبراء مجموعة من النصائح الأساسية لحماية حسابات واتساب من عمليات الاختراق، حيث أكد محمود على أهمية "تفعيل المصادقة الثنائية لحساب الواتساب، فهذا يقوي من أمان الحساب ويضيف طبقة أمان إضافية، وربطه ببريد إلكتروني لغرض سهولة استرجاعه في حال تم فقدانه أو اختراقه".


ونصح جبار المستخدمين بمراقبة حساباتهم باستمرار، قائلاً: "اللي عليك أن تراقب الواتساب مالتك، ومن تشوف نشاط غريب مثلاً يسجل خروج أو رسائل أنت ما راسلها، مباشرة فعّل باسورد الواتساب والتحقق الثنائي".


كما شدد الخبراء على ضرورة عدم مشاركة المعلومات الحساسة عبر تطبيقات الدردشة، وفحص الروابط عبر موقع (www.virustotal.com) قبل فتحها للتأكد من أمانها. 


واقترح محمود استخدام تطبيق "Signal" كبديل آمن لواتساب، مشيراً إلى أنه "يُصنف كتطبيق آمن جداً وينصح باستخدامه للتواصل مع العائلة وفي العمل، لأنه يقوم بتشفير جميع المراسلات والبيانات".


وفي ختام تصريحاته، حذر جبار المستخدمين قائلاً: "إذا وصلك أي مسج من أي شخص كان، حتى لو من أهلك أو البنك نفسه يطلب تصوير البطاقة، أبد أبد لا ترسل، وأبداً لا تصور بطاقتك وتخليها بجهازك، لأن بأي تسريب أو تهكير راح حسابك البنكي يتم استغلاله".