آخر الأخبار


أجواء حرب.. قصة "ليلة ويوم" من الاشتباكات المسلحة في أربيل

  • A+
  • A-

 الديرة -  الرمادي

تشهد منطقة خبات، الواقعة على بُعد 35 كيلومترا غرب مدينة أربيل، اشتباكات مسلحة عنيفة دخلت يومها الثاني، بين أنصار الشيخ خورشيد هركي وقوات البيشمركة الزيرفاني، في تصعيد خطير لم يشهده إقليم كردستان منذ عقود.


ويعود الصراع إلى نزاع طويل الأمد حول الأراضي الزراعية ومسارات الري بين عشيرتي هركي وكوران، حيث تطور خلاف حول مجرى مائي زراعي متفرع من نهر الزاب الكبير إلى مواجهات دموية استخدمت فيها أسلحة متوسطة وقاذفات RPG.



وتعيش عشيرة هركي انقساما سياسيا حادا يعكس التنافس بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، حيث يعتبر جوهر آغا هركي مقرباً من الاتحاد الوطني الكردستاني ويقيم في السليمانية، بينما ينحاز محمود آغا هركي للحزب الديمقراطي الكردستاني، مما يضفي بُعداً سياسياً على النزاع العشائري.



 24 ساعة من العنف


اندلعت الاشتباكات صباح 8 تموز 2025، عندما توجهت مجموعة مسلحة من أنصار عشيرة هركي من دهوك نحو خبات لدعم خورشيد هركي، مما أدى إلى مواجهات مسلحة عنيفة مع قوات البيشمركة أسفرت عن مقتل شخص من العشيرة وإصابة آخرين، فضلاً عن تدمير عربتين عسكريتين تابعتين للقوات الأمنية.

وانتشرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر كثافة إطلاق النار والنيران المشتعلة في المنطقة، مما أثار حالة فزع بين السكان المحليين وأدى إلى إغلاق عدة طرق مؤدية إلى مركز القضاء.


وفي محاولة لاحتواء التصعيد، وصل منصور مسعود بارزاني، نجل زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلى منزل خورشيد هركي حاملاً مبادرة للتهدئة تقضي بتسليم خورشيد نفسه طوعاً مقابل ضمان الإفراج عنه لاحقاً، مع انسحاب القوات الأمنية من المنطقة ووقف القتال.

الموقف الآن


يُعلق الناشط السياسي محمود ياسين كوردي على الأحداث قائلاً: "ما يحدث في أربيل يختلف تماماً عما يحدث في وسط وجنوب العراق، لسبب بسيط: في أربيل، الأمن والمخابرات والقوات العسكرية جميعها تحت سيطرة حزب واحد فقط".


ويضيف: "استمرار اشتباكات مسلحة بكل أنواع الأسلحة بين شخصية عشائرية متنفذة تنتمي إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني وبين القوات الأمنية، يُعد كارثة أمنية كبرى تضع علامات استفهام خطيرة حول هيبة الدولة واحتكار السلاح وشرعية القانون في الإقليم".


وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تؤت مبادرة التهدئة أي نتائج ملموسة، وما يزال التوتر قائما في المنطقة، مع تصاعد المخاوف من توسّع الاشتباكات وتحولها إلى صدام أوسع في حال فشل المبادرة السياسية.

وكان زعيم عشيرة هركي قد وجه نداءً إلى بقية العشائر في محافظة أربيل للوقوف إلى جانبهم، مما يثير مخاوف من انتشار العنف إلى مناطق أخرى في الإقليم.