آخر الأخبار


ذاكرة التهجير والدمار.. الحزب الإسلامي يتحرك للعودة إلى الأنبار من الباب الخلفي

  • A+
  • A-

 الديرة - الرمادي 


 في تصريحات مثيرة للجدل، فجر عضو مؤتمر صحوة العراق الشيخ عبد الكريم أبو ريشة قنبلة سياسية حول التحالفات الخفية، مؤكداً أن الحزب الإسلامي هو العقل المدبر والداعم الرئيسي لمشروع تحالف "عزم - تفوق" بشكل سري في الأنبار.


وقال أبو ريشة في حوار تابعه تلفزيون "الديرة"، إن "روح وأسلوب العمل داخل التحالف يحملان بصمة واضحة لمنهج الحزب الإسلامي"، مؤكداً أن "هذا التقييم ليس شخصياً فقط، بل مبني على مؤشرات واضحة لا يمكن تجاهلها".

وكشف أبو ريشة عن تمويل مريب لفيصل العيساوي في محافظة الأنبار، متسائلاً عن "طبيعة انتمائه الحقيقية، وهي تساؤلات يتداولها أبناء المحافظة"، كما حذر من شخصية أخرى في المنطقة الغربية، وصفها بأنها "تظهر تارة تحت مسمى جديد وتارة أخرى بغطاء مختلف"، مؤكداً أنها "تتحرك ضمن خط الحزب الإسلامي".

ولم يكتف أبو ريشة بكشف الدور الخفي للحزب الإسلامي، بل أوضح أن "السيد فالح الفياض هو الداعم الرئيسي لهذا التوجه"، مشيراً إلى أن "دعم الفياض يأتي من خلال تعبئة الحشد العشائري لدعم مرشحي التحالف في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة".


رفض شعبي واسع


تشهد محافظة الأنبار موجة رفض شعبي واسعة لأي محاولات لإعادة الحزب الإسلامي إلى المحافظة، حيث يؤكد المواطنون أن تجربتهم المريرة مع الحزب ما زالت عالقة في الأذهان. 


ويعبر الأهالي عن قلقهم البالغ من أي عودة محتملة للحزب تحت مسميات جديدة أو تحالفات سرية، خاصة بعد كشف أبو ريشة للدور الخفي للحزب في تحالف "عزم-تفوق".


وفي استطلاع للرأي أجراه تلفزيون "الديرة" بين سكان المحافظة، أجمع المستطلعون على أن "الحزب الإسلامي جلب الخراب والدمار للمحافظة"، وأن "أي محاولة لإعادته تحت أي غطاء ستواجه بالرفض الشعبي الحاسم"، كما أكد المواطنون أن "الأنبار تعلمت من دروس الماضي الأليم ولن تسمح بتكرار المأساة".


ذاكرة الألم والخراب


لا تزال ذاكرة الأنباريين محفورة بتفاصيل المأساة التي عاشتها المحافظة خلال فترة إدارة الحزب الإسلامي، والتي انتهت بسقوط المحافظة بيد تنظيم داعش الإرهابي عام 2014، هذه الفترة السوداء شهدت تهجير مئات الآلاف من الأهالي، وقتل الآلاف من الأبرياء، وتدمير البنية التحتية والخدمية للمحافظة.

ويتذكر الأهالي بمرارة كيف أدت السياسات الطائفية والإقصائية للحزب الإسلامي إلى تمهيد الطريق لسيطرة داعش على المحافظة، مما نتج عنه واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث للعراق: النزوح القسري، وتدمير المنازل، وقتل الأبرياء، والتهجير الطائفي، كلها جراح لا تزال نازفة في ذاكرة الأنبار.


تجربة تقدم الرائدة


في المقابل، تشهد المحافظة اليوم نهضة حقيقية تحت قيادة حزب تقدم، حيث باتت تجربة الأنبار مثالاً يُحتذى به على مستوى العراق، والتطور العمراني، وتحسن الخدمات، والاستقرار الأمني، والتنمية الاقتصادية، كلها إنجازات ملموسة حققها حزب تقدم في فترة قصيرة.


وتؤكد المحافظات العراقية الأخرى رغبتها في استنساخ التجربة الأنبارية الناجحة، حيث تقدم الأنبار اليوم نموذجاً مثالياً في الحكم الرشيد والخدمة العامة، هذا النجاح جعل من الأنبار قبلة للوفود الحكومية والشعبية من مختلف المحافظات العراقية للاطلاع على تجربة التنمية والإعمار.

وفي ضوء هذه الكشوفات الخطيرة التي قدمها أبو ريشة، يجدد الأنباريون تمسكهم بحزب تقدم كونه الممثل الحقيقي لطموحاتهم وآمالهم في بناء مستقبل أفضل للمحافظة، رافضين أي محاولة لعودة الأطراف التي تسببت في خرابها ودمارها، سواء بشكل مباشر أو من خلال التحالفات الخفية التي كشف عنها عضو مؤتمر صحوة العراق.