آخر الأخبار


ثلاثة أيام وثلاث رسائل.. الرئيس الحلبوسي يضع عرب كركوك في قلب المعادلة السياسية

  • A+
  • A-

 الديرة - خاص

شهدت محافظة كركوك على مدى ثلاثة أيام زيارة تاريخية استثنائية لزعيم حزب تقدم الرئيس محمد الحلبوسي، رافقه نائب رئيس الحزب د. محمد تميم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التخطيط وعدد من القيادات البارزة. 

هذه الزيارة التي وصفت بأنها "غير مسبوقة" أحدثت تحولاً جذرياً في المشهد السياسي للمحافظة وأظهرت قوة المكون العربي الحقيقية في كركوك، إذ تميزت الزيارة بطابعها الشعبي الجماهيري الواسع، حيث تنقل الوفد الرفيع بين عشرات المضائف والتجمعات في مختلف نواحي وأقضية المحافظة، من العباسي والحويجة إلى الزاب والدبس، في مشهد يعكس عمق الجذور الشعبية لحزب تقدم وقدرته على الحشد والتعبئة. 


الزيارة لم تقتصر على الجانب الشعبي فحسب، بل شملت لقاءات رسمية مهمة مع محافظ كركوك ريبوار طه ورئيس مجلس المحافظة محمد إبراهيم الحافظ ونائب المحافظ إبراهيم تميم، مما يؤكد على الطابع الشمولي والمتوازن للزيارة.


الأهم من ذلك أن هذه الزيارة تأتي في توقيت حساس يسبق الانتخابات النيابية المقبلة، مما يضعها في إطار استراتيجية انتخابية طموحة تهدف إلى إعادة صياغة التوازنات السياسية في إحدى أهم المحافظات العراقية وأكثرها تعقيداً من الناحية الديموغرافية والسياسية. 

عاصفة شعبية تجتاح كركوك


شهدت محافظة كركوك على مدى ثلاثة أيام متتالية حراكاً جماهيرياً لم تشهد مثله منذ سنوات، حيث نجح الرئيس الحلبوسي وقيادات حزب تقدم في تنظيم أكثر من عشرين تجمعاً جماهيرياً ولقاءً سياسياً، توزعت عبر الجغرافيا الواسعة للمحافظة وشملت كافة الشرائح والقبائل والعشائر العربية، هذا الحراك الاستثنائي يعكس عمق التأييد الشعبي لمشروع حزب تقدم ويؤكد على قدرة قيادته على الوصول إلى القواعد الشعبية وتحريكها بفعالية عالية.


بدأت فعاليات الزيارة في ناحية العباسي بتجمع جماهيري كبير لدعم مرشح الحزب أحمد نامس الجبوري، حيث اجتمع المئات من أبناء الناحية في مشهد مهيب عكس حجم التأييد الشعبي لمشروع الحزب، لم تقتصر الفعاليات على هذا التجمع، بل امتدت إلى زيارة مضيف الشيخ طيب القفطان، أحد أبرز شيوخ قبيلة الجبور المؤثرة في المنطقة، وذلك لدعم المرشح صباح القفطان الذي يحظى بثقة واسعة في أوساط القبيلة.


كما شهدت العباسي تجمعاً آخر لقبيلة السبعاويين في مضيف الشيخ حربي العناد، حيث تم الإعلان عن المساندة الكاملة لمرشح الحزب فرحان السبعاوي، هذا التجمع كان له رمزية خاصة كونه يعكس قدرة حزب تقدم على كسب ثقة مختلف العشائر والقبائل، وليس الاقتصار على قبيلة واحدة أو مكون معين.


انتقل الوفد إلى قضاء الحويجة، المعروف بتاريخه النضالي وموقعه الاستراتيجي المهم، حيث نظم تجمعين جماهيريين كبيرين، الأول: كان في مضيف الشيخ أحمد المهيري، حيث اجتمع وجهاء وشيوخ المنطقة للترحيب بالوفد والتأكيد على دعمهم لمشروع الحزب، أما التجمع الثاني: فكان أوسع وأشمل، حيث تم تنظيم فعالية جماهيرية كبرى لدعم المرشح برهان المهيري، شهدت حضوراً لافتاً من مختلف شرائح المجتمع في الحويجة.


أما الحدث الأبرز في الحويجة كان التجمع الجماهيري في قرية الماحوز، حيث ألقى الرئيس الحلبوسي كلمة مهمة أكد فيها على "أهمية المشاركة الفاعلة لعرب كركوك خلال الانتخابات النيابية المقبلة"، هذا الخطاب كان بمثابة إعلان واضح عن استراتيجية الحزب في تعبئة المكون العربي للمشاركة الإيجابية في العملية الانتخابية، مما يعكس فهماً عميقاً لطبيعة التحديات السياسية في المحافظة.

وشهدت ناحية الزاب اهتماماً خاصاً من قبل قيادة حزب تقدم، حيث نظمت زيارتان مهمتان تركزتا على دعم المرشحات النساء، مما يعكس التزام الحزب بتمكين المرأة ومشاركتها الفعالة في العملية السياسية، الزيارة الأولى كانت إلى مضيف الشلاش الفرج لدعم المرشحة يمامة الشلاش، والثانية إلى مضيف الحجاجي البوغزاة لدعم المرشحة رؤى الجبوري.


ولم تقتصر فعاليات الزيارة على المناطق الجغرافية، بل امتدت لتشمل تجمعات خاصة لدعم مختلف مرشحي الحزب، في عرض قوة حقيقي يعكس عمق وتنوع القاعدة الانتخابية للحزب، حيث تم تنظيم تجمعات منفصلة لدعم كل من: خلف عبد علاوي، محمود العبيدي، شيماء سامي العضب، أحمد العسافي، عبد الواحد الصيادي، عدي عواد، حنان الحديدي، مروة الدليمي، حسين المفرجي، فلاح حسن العزي، سلوى المفرجي، وصلاح الجبوري.

كل تجمع من هذه التجمعات كان له طابعه الخاص وجمهوره المميز، مما يعكس قدرة حزب تقدم على الوصول إلى مختلف الشرائح الاجتماعية والمهنية، هذا التنوع في المرشحين والتجمعات يؤكد على الطابع الشمولي لمشروع الحزب وقدرته على تمثيل مصالح مختلف فئات المجتمع الكركوكي.


وبلغت فعاليات الزيارة ذروتها في التجمع الوطني الكبير بمنطقة الدبس، الذي وصفه رئيس مجلس محافظة كركوك إبراهيم الحافظ بأنه "غير مسبوق" و"حدث فارق"، في هذا التجمع الحاشد، ألقى الحافظ كلمة حماسية مؤثرة قال فيها: "هذا التجمع الوطني بالدبس غير مسبوق، وهذا حدث فارق، هذه هي النخوة التي نتسلح بها، فنحن سيوفكم التي تقاوم، ونحن أبناؤكم".

واصل الحافظ خطابه المؤثر قائلاً: "اليوم نحن ملزمون برسم ملامح مستقبل مشرق وتحقيق النصر، وقد قدمتم لنا الدعم، كنا سابقاً متعبين، أما اليوم فنحن على الطريق الصحيح، وبفضل وقوفكم وصمودكم لم نعد على الهامش". 

الرسالة الأقوى في الخطاب جاءت عندما قال الحافظ: "إذا حضر الحق فلا مكان للباطل، وإذا ارتبك العدو فلن يستطيع أن ينال من عزيمتنا. نحن أبناؤكم، نحن جزء منكم، نحن سيوفكم التي تقاتل".

ثلاث رسائل


تكشف زيارة الرئيس الحلبوسي لكركوك عن استراتيجية محكمة ومدروسة لإعادة تشكيل الخريطة السياسية في المحافظة، تقوم على عدة محاور أساسية تتكامل فيما بينها لتحقيق هدف واحد: ترسيخ موقع حزب تقدم كقوة سياسية مهيمنة في كركوك، وهذه الاستراتيجية لا تقتصر على الجانب الانتخابي المباشر، بل تمتد لتشمل إعادة تعريف دور المكون العربي في معادلات المحافظة السياسية والاجتماعية.


وسلطت الزيارة الأضواء بقوة على هذا المكون باعتباره "الركن الأساسي في المعادلة السياسية والشعبية بالمحافظة"، وهو ما يمثل تحولاً جذرياً في الخطاب السياسي حول كركوك.

هذا التوجه لا يقتصر على الشعارات والخطابات، بل يترجم عملياً من خلال تنظيم التجمعات الجماهيرية الواسعة التي تؤكد على الوجود الفعلي والمؤثر للمكون العربي، الرسالة واضحة: العرب في كركوك ليسوا مجرد أقلية هامشية، بل قوة أساسية لا يمكن تجاهلها في أي معادلة سياسية مستقبلية.

من جهة أخرى تحمل الزيارة طابعاً آخر يتمثل في محاولة تطبيق وتكرار "تجربة الأنبار الناجحة" في كركوك، وهو ما يعكس ثقة قيادة حزب تقدم في قدرتها على إحداث تحولات جذرية في المحافظات ذات الثقل العربي السني.


ويسعى الرئيس الحلبوسي من خلال هذه الزيارة إعادة تعريف المعادلة السياسية في كركوك بما يضمن دوراً أكبر ومؤثراً للمكون العربي، وهذا لا يعني الهيمنة أو الإقصاء، بل يعني المشاركة العادلة والفعالة في إدارة شؤون المحافظة وفقاً للحجم الديموغرافي والأهمية الاستراتيجية لكل مكون.

الزيارة تضمنت رسائل واضحة ومباشرة بشأن رغبة حزب تقدم في “إعادة صياغة المشهد السياسي في كركوك بما ينعكس على النهوض بواقع هذه المحافظة اقتصادياً وخدمياً”. هذا الطرح يضع التنمية والخدمات في المقدمة، مما يجعل المشروع أكثر جاذبية وقبولاً لدى مختلف شرائح المجتمع الكركوكي.



زلزال سياسي


الزيارة التاريخية للرئيس الحلبوسي لكركوك ليست مجرد حدث سياسي عابر، بل زلزال حقيقي سيكون له تداعيات استراتيجية بعيدة المدى على المشهد السياسي في المحافظة وربما على مستوى العراق ككل. 

ويرى مراقبون أن هذه التداعيات تتجاوز البعد الانتخابي المباشر لتطال جوانب متعددة من الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.


مشيرين إلى أن أولى هذه التداعيات تتمثل في النجاح الواضح في تحفيز الجمهور العربي في كركوك على المشاركة الفعالة في العملية السياسية. الاهتمام الشعبي الاستثنائي الذي رافق الزيارة وحجم التفاعل الجماهيري الذي شهدته مختلف التجمعات يشير إلى تحول حقيقي في الوعي السياسي لدى المكون العربي.

مبين أن هذا التحول له أبعاد مهمة، فالمشاركة السياسية الفعالة للمكون العربي في كركوك ستؤدي حتماً إلى إعادة تشكيل موازين القوى في المحافظة، وقد تغير من طبيعة التحالفات والصراعات السياسية التقليدية. كما أن هذا التفاعل الإيجابي يعكس ثقة متنامية في قدرة حزب تقدم على تحقيق التغيير المنشود وتلبية التطلعات المشروعة للمواطنين.

قوة "الدومينو"

الزيارة أظهرت بوضوح أن حزب تقدم يمتلك قدرة تعبوية هائلة وقاعدة شعبية واسعة في كركوك، وهو ما يعيد تعريف مفهوم القوة السياسية في المحافظة، ولم تعد القوة مقتصرة على السيطرة على المؤسسات الرسمية أو التحكم في الموارد الاقتصادية، بل امتدت لتشمل القدرة على التواصل مع الجماهير وكسب ثقتهم وتحريكهم.

ويرى الباحث في الشأن السياسي، أحمد العبيدي، أن نجاح زيارة كركوك قد يكون له تأثير "الدومينو" على المحافظات الأخرى ذات الثقل العربي السني، حيث قد تشهد هذه المحافظات زيارات مماثلة وحراكاً شعبياً مشابهاً".

واضاف العبيدي في حديث خاص لتلفزيون "الديرة"، أن "نجاح تجربة كركوك، إذا ما تحققت، ستصبح نموذجاً يحتذى به في المحافظات الأخرى".


وأشار إلى أن "نجاح حزب تقدم في تحقيق نتائج جيدة في الانتخابات المقبلة، سيسهم في الوصول إلى مواقع مؤثرة في إدارة المحافظة وبناء نموذج ناجح يحقق تطلعات المواطنين الزيارة التاريخية للرئيس الحلبوسي لكركوك ليست مجرد حدث سياسي عابر، بل زلزال حقيقي سيكون له تداعيات استراتيجية بعيدة المدى على المشهد السياسي في المحافظة وربما على مستوى العراق ككل. 

ويرى مراقبون أن هذه التداعيات تتجاوز البعد الانتخابي المباشر لتطال جوانب متعددة من الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.


مشيرين إلى أن أولى هذه التداعيات تتمثل في النجاح الواضح في تحفيز الجمهور العربي في كركوك على المشاركة الفعالة في العملية السياسية. الاهتمام الشعبي الاستثنائي الذي رافق الزيارة وحجم التفاعل الجماهيري الذي شهدته مختلف التجمعات يشير إلى تحول حقيقي في الوعي السياسي لدى المكون العربي.

مبين أن هذا التحول له أبعاد مهمة، فالمشاركة السياسية الفعالة للمكون العربي في كركوك ستؤدي حتماً إلى إعادة تشكيل موازين القوى في المحافظة، وقد تغير من طبيعة التحالفات والصراعات السياسية التقليدية. كما أن هذا التفاعل الإيجابي يعكس ثقة متنامية في قدرة حزب تقدم على تحقيق التغيير المنشود وتلبية التطلعات المشروعة للمواطنين.

قوة "الدومينو"


الزيارة أظهرت بوضوح أن حزب تقدم يمتلك قدرة تعبوية هائلة وقاعدة شعبية واسعة في كركوك، وهو ما يعيد تعريف مفهوم القوة السياسية في المحافظة، ولم تعد القوة مقتصرة على السيطرة على المؤسسات الرسمية أو التحكم في الموارد الاقتصادية، بل امتدت لتشمل القدرة على التواصل مع الجماهير وكسب ثقتهم وتحريكهم.

ويرى الباحث في الشأن السياسي، أحمد العبيدي، أن نجاح زيارة كركوك قد يكون له تأثير "الدومينو" على المحافظات الأخرى ذات الثقل العربي السني، حيث قد تشهد هذه المحافظات زيارات مماثلة وحراكاً شعبياً مشابهاً".


واضاف العبيدي في حديث خاص لتلفزيون "الديرة"، أن "نجاح تجربة كركوك، إذا ما تحققت، ستصبح نموذجاً يحتذى به في المحافظات الأخرى".


وأشار إلى أن "نجاح حزب تقدم في تحقيق نتائج جيدة في الانتخابات المقبلة، سيسهم في الوصول إلى مواقع مؤثرة في إدارة المحافظة وبناء نموذج ناجح يحقق تطلعات المواطنين ويلبي احتياجاتهم الأساسية في الخدمات والتنمية الاقتصادية".ويلبي احتياجاتهم الأساسية في الخدمات والتنمية الاقتصادية".