الديرة - متابعة
تواصل القوات العراقية للعام الثاني على التوالي تشييد سور إسمنتي ضخم يمتد على طول الحدود الدولية مع سوريا، في مشروع وصفته السلطات بـ"الضرورة الأمنية القصوى" لتعزيز الحماية والسيادة.
ويقترب المشروع الضخم من منتصف طريقه، حيث أنجزت القوات العراقية أكثر من 400 كيلومتر من أصل 620 كيلومتراً تمثل الطول الإجمالي للحدود، مع تأكيدات عسكرية على عزم إتمام كافة المراحل مع حلول العام المقبل.
ولا تقتصر الإجراءات الأمنية على الأسوار الإسمنتية فحسب، بل تشمل أيضاً حفر خنادق عميقة ونصب أبراج مراقبة وتركيب كاميرات حرارية متطورة، في إطار منظومة دفاعية متكاملة.
وكشف قائد الفرقة السادسة في قوات حرس الحدود، اللواء ياسر حسن التميمي، عن تفاصيل المشروع، مشيراً إلى أن "الإجراءات تتضمن إنشاء خندق شقي وأسلاك شائكة وساتر حدودي. وأوضح أن بناء الجدار يتم من خلال مصنع عسكري خاص، مما وفر مليارات الدنانير مقارنة بالتعاقد مع القطاع الخاص".
وفي خطوة داعمة، شيدت الحكومة العراقية مصنعاً للكتل الإسمنتية الجاهزة في بلدة ربيعة الحدودية بمحافظة نينوى، في إجراء يهدف إلى خفض تكاليف المشروع وتسريع وتيرة التنفيذ.
من جانبه، علق الخبير الأمني علي القيسي على المشروع، مشيراً إلى أن "التطورات في الجانب السوري تدفع لتسريع إنجاز السور تحسباً لأي طوارئ، مؤكداً صدور توجيهات حكومية عليا بالإسراع في تأمين الحدود".
يأتي ذلك في وقت شهدت فيه المنطقة الحدودية عرضاً عسكرياً ضم مئات الجنود والمئات من الآليات المدرسة، في موقع تاريخي اجتاح منه مسلحو "داعش" الأراضي العراقية قبل سنوات.
وكانت بغداد قد أعلنت مطلع العام الجاري عن مباشرة مشروع تعزيز أمن الحدود، في إطار خطة استباقية شاملة لسد الثغرات ومنع أي اختراقات محتملة.