الديرة - الرمادي
تشهد محافظة الأنبار تزايداً ملحوظاً في أعداد الكلاب السائبة داخل المدن والأحياء السكنية، وسط مخاوف الأهالي من تفاقم الظاهرة التي باتت تشكل تهديداً مباشراً لحياة الأطفال وكبار السن، حيث انه منذ بداية العام الحالي ولغاية الآن (۱۰۷۷) حالة عضة كلب تم تسجيلها في المستشفيات، منها حالة وفاة بمرض داء الكلب.
وفي هذا السياق، طالبت دائرة صحة الأنبار بكتاب رسمي موجهاً إلى ديوان محافظة الأنبار في تشرين الأول من هذا العام، تنفيذ حملة كبرى لمكافحة الكلاب السائبة، وتلقت "الديرة" نسخة منه، جاء فيه: "الحاقاً لكتابنا المرقم (١٥٧٤٠) في ٢٠٢٤/٦/٢٤ المتضمن تشكيل اللجنة العليا للأمراض الوبائية، ولمقتضيات المصلحة العامة ونظرا لكثرة المناشدات التي تردنا حول كثرة الكلاب السائبة وكثرة تسجيل المستشفيات حالات عضة حيوان والتي بلغت منذ بداية العام الحالي ولغاية الآن (۱۰۷۷) منها حالة وفاة بمرض داء الكلب".
وطالبت الصحة في مضمون كتابها، تشكيل لجنة من دائرة البيطرة, ودائرة البلدية, ودائرة البيئة وبمساندة القوات الأمنية من الجيش والشرطة لتنفيذ حملة كبرى في جميع اقضية المحافظة من اجل مكافحة الكلاب السائبة حيث ان المتضرر الأكبر من هذه الحيوانات الضارة هم كبار السن والأطفال بحسب نص الكتاب.
ويأتي هذا التحرك بعد تزايد المناشدات الشعبية والبلاغات الواردة إلى الدوائر الصحية والخدمية في محافظة الأنبار بشأن الخطر المتنامي لهذه الحيوانات داخل المناطق السكنية، وتعرض الاطفال للخطر بسبب انتشارها بشكل كبير.
وقال يوسف أبو مصطفى، أحد سكان مدينة الرمادي، في حديثه لـ "الديرة": "نلاحظ يوميا انتشار مجموعات من الكلاب السائبة في الشوارع الفرعية وحتى بالقرب من المدارس، أبنائي يشعرون بالخوف عند ذهابهم إلى المدرسة صباحاً، بعد أن شهدنا أكثر من حالة مطاردة من قبل الكلاب للاطفال، نطالب الجهات المعنية بالتحرك العاجل قبل أن تتفاقم الأضرار".
من جانبه، تحدث الباحث في الشأن العام أحمد الدليمي من مدينة الفلوجة، لـ "الديرة"، موضحاً ان الأمر يتطلب حملة شاملة ومنظمة تمتد إلى جميع مناطق المحافظة، وليس إلى مراكز المدن فقط، قائلاً: "نحن لا نرغب بحملة مؤقتة، بل بخطة مستدامة للقضاء على ظاهرة الكلاب السائبة"، مشيراً إلى انه في مدينة الفلوجة يمكن ملاحظتها حتى قرب الأسواق والمستشفيات، وهذا يشكل خطراً على الجميع، وخاصة على الأطفال وكبار السن.
وطالب الدليمي في حديثه الجهات المحلية باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار هذه الظاهرة، من خلال التنسيق بين دوائر الصحة والبيطرة والبلدية، مؤكدين أن حياة الأطفال وسلامة الأهالي باتت مهددة بشكل يومي.