آخر الأخبار


أنياب الخطر تطارد أطفال الأنبار.. صرخات الأهالي تتعالى لإنهاء ظاهرة "الكلاب السائبة"

  • A+
  • A-

 الديرة - الرمادي


في ظل تزايد معدلات التحضر والتطور العمراني الذي تشهده محافظة الأنبار خلال السنوات الأخيرة، برزت ظاهرة مقلقة تتمثل في انتشار الكلاب السائبة في شوارع المدن والأحياء السكنية، هذه الظاهرة التي تفاقمت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة باتت تشكل هاجساً أمنياً وصحياً للسكان المحليين، وتحدياً كبيراً للسلطات المعنية.


ويأتي هذا الانتشار المتزايد للكلاب السائبة في وقت تسعى فيه المحافظة لتحسين الخدمات العامة، ورغم الجهود المبذولة في مجالات التنمية المختلفة، تبقى مشكلة الكلاب الضالة أحد التحديات التي تتطلب تدخلاً عاجلاً وفعالاً.


وتشهد العديد من الأحياء في محافظة الأنبار انتشاراً متزايداً للكلاب السائبة، الأمر الذي أثار حالة من القلق والخوف بين الأهالي، خاصة بعد تسجيل حوادث اعتداء على الأطفال أسفرت عن إصابات متفاوتة الخطورة. 


ويعزو المواطنون استفحال هذه الظاهرة إلى غياب الحلول الجذرية والإجراءات الفعالة من قبل الجهات المعنية، مطالبين بتحرك سريع للحد من المخاطر التي تهدد سلامة السكان.


وفي هذا السياق، عبر حميد سمير، أحد سكان منطقة السجارية، عن استيائه من الوضع قائلاً في حديث لـ (الديرة): "كل يوم نسمع عن حالة جديدة يتعرض فيها طفل أو شاب لعضة كلب سائب، وهذا يشكل خطراً على حياتهم، ونطالب الجهات المختصة باتخاذ إجراءات صارمة للقضاء على هذه الظاهرة".


من جهته، قدم الطبيب البيطري همام الحياني رؤية علمية للتعامل مع المشكلة، داعياً إلى "ضرورة اتباع الطرق العلمية الحديثة للسيطرة على الحيوانات السائبة في المدن"، مشدداً على "أهمية تلقيحها ضد الأمراض الانتقالية، ولا سيما داء الكلب الذي يصيب الثدييات كافة، بما فيها الإنسان".


وأوضح الحياني في حديثه لـ "الديرة" أن "السيطرة على الحيوانات السائبة تتطلب في المقام الأول جمعها وتلقيحها ضد الأمراض"، مؤكداً أن "هذا الإجراء ضروري للحفاظ على الصحة العامة".


وأشار إلى "وجود طرق عالمية في التعامل مع هذه الحالات، مثل إنشاء ملاجئ محمية للحيوانات بدعم من المنظمات المدنية أو بالتعاون مع الجهات الحكومية، مما يضمن بيئة آمنة للحيوانات ويحمي المجتمع من المخاطر الصحية".


كما أكد الحياني على "أهمية عمليات الإخصاء للحد من تكاثر الحيوانات السائبة"، مشيراً إلى أن "عدم القيام بذلك يؤدي إلى زيادة غير منضبطة في أعدادها، مما يصعّب السيطرة عليها".


وتطرق الطبيب البيطري في حديثه إلى الجوانب الشرعية والأخلاقية لهذه الإجراءات، موضحاً أن "جميع المذاهب الدينية تتفق على أهمية السيطرة على أعداد الحيوانات حفاظاً على سلامتها وسلامة المجتمع".


وأضاف: "الإبقاء على أعداد كبيرة من الحيوانات دون سيطرة يعرضها لمعاناة أكبر، ومن الأفضل تقليل أعدادها بطرق إنسانية تراعي الجوانب الصحية والأخلاقية".


واختتم الحياني حديثه بالتأكيد على أن "الحلول يجب أن تكون شاملة وتستند إلى دعم مجتمعي وحكومي لضمان نجاحها على المدى الطويل"، في إشارة إلى ضرورة تضافر الجهود بين مختلف الأطراف المعنية لمواجهة هذه المشكلة التي تؤرق سكان المحافظة".


أكد مدير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم دائرة صحة الأنبار، أنس قيس العاني، أن الدائرة تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لمعالجة حالات داء الكلب، مشيرًا إلى أن الجهود تتركز على توفير الأمصال الخاصة ومعالجة المصابين عبر خياطة الجروح وإعطاء العلاجات اللازمة.


وأوضح العاني في حديث لـ "الديرة"، أن "مكافحة داء الكلب تتطلب تضافر الجهود بين عدة جهات، حيث يتم التنسيق المشترك بين البلدية والبيطرة والبيئة، بالتعاون مع القوات الأمنية، للحد من انتشار المرض وضمان سلامة المواطنين".


وأشار إلى أن "الدائرة تعمل على متابعة الحالات بشكل دوري وتقديم الرعاية الصحية اللازمة للمصابين"، داعيًا المواطنين إلى "الإبلاغ الفوري عن أي حالات مشتبه بها لتسهيل التعامل معها بسرعة وكفاءة".