الديرة - متابعة
استنكر المرصد العراقي لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، تصريحات السفير الروسي في بغداد، معتبراً إياها محاولة ممنهجة لتسويق فكرة تجنيد مواطنين عراقيين للقتال في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
وحذّر المرصد في بيان تابعته "الديرة"، أن "هذه التصريحات تمثل تمهيداً سياسياً خطيراً لتطبيع فكرة تحويل الشباب العراقي إلى أدوات عسكرية في صراعات لا تعنيهم، مشيراً إلى أنها تلامس حدود الاتجار بالبشر، وتتعارض مع الالتزامات الدولية للعراق".
وأكد رئيس المرصد، مصطفى سعدون، أن "استغلال الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها الشباب العراقي، حيث تفاقم معدلات الفقر والبطالة، يعكس محاولة "غير أخلاقية" لاستغلال حاجاتهم الإنسانية والاقتصادية".
ولفت سعدون إلى أن "تقديم الحرب كبديل للعمل أو وسيلة لتحسين الدخل يعد جريمة اتجار بالبشر، في سياق النزاعات المسلحة"، محذراً من أن "تحويل المواطن إلى سلعة في سوق الحروب يشكل انتهاكاً صارخاً لكرامته ويتناقض مع نصوص الدستور العراقي ومبدأ السيادة الوطنية".
كما اعتبر المرصد أن "تصريحات الدبلوماسي الروسي تمثل خرقاً واضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، مما يستدعي، بحسب البيان، رداً رسمياً فورياً من الحكومة العراقية".
وحذّر البيان من أن "استمرار الصمت الرسمي إزاء مثل هذه التصريحات قد يُفسر كقبول ضمني أو تهاون، مما يشكل سابقة خطيرة تضعف مكانة العراق الدولية".
ودعا المرصد إلى فتح تحقيق برلماني ودبلوماسي عاجل للكشف عن أي شبكات أو وسطاء محليين يقومون في تجنيد الشباب العراقيين لصالح أطراف أجنبية، تحت أي ذرائع، مؤكداً أن "مثل هذه الأنشطة تمثل جرائم تستوجب المساءلة القانونية والعقوبات الجنائية".