الديرة - الرمادي
أكّد مدرب اللياقة البدنية السابق لمنتخبنا الوطني لكرة القدم، سردار محمد، أن الرغبة الجامحة لدى أيمن حسين في خدمة المنتخب وتوظيف خبرته الكبيرة في تسجيل الأهداف لا يدنوها الشك، إلا أن إصابته في العضلة الخلفية تهدّده بالحرمان لعدة شهور في حال تَجَدُّدها تحت أي احتكاك قوي خلال المباريات القادمة.
وأضاف سردار في حديث صحفي تابعه تلفزيون "الديرة": بالنظر إلى معايشتي الطويلة ضمن تخصّصي لظروف عديد اللاعبين أثناء مرافقتي المنتخبات الوطنية في البطولات القارية، أرى أن أي تمزق بسيط في العضلة الخلفية لأيمن حسين سيلزمه التأهيل لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع بعيدًا عن الكرة، وعليه فمن المجازفة مشاركة اللاعب فيما تبقى من بطولة كأس العرب ولا أتمنى ذلك كي نحافظ عليه.
وبيّن أن تصريح المدرب غراهام أرنولد بإمكانية وجود أيمن حسين في المباراة النهائية لمنتخبنا إذا ما تأهّل لها جاء لتعزيز الروح المعنوية للاعبين وزيادة الضغط النفسي على الفرق المنافسة، نظرًا للمكانة الكبيرة التي يتمتع بها بين النجوم العرب وقدراته التهديفية المميّزة في هزّ الشباك في أصعب الحالات.
وذكر سردار أن مواجهة منتخبنا لنظيره الجزائري كانت صعبة استنادًا إلى نوعية لاعبي الفريق الشقيق، حيث مثلته نخبة من المحترفين في الدوري القطري وكانوا أصلاً يلعبون قبل دوريات الخليج في أفضل أندية أوروبا، فضلاً عن لاعبين محليين عوّضوا غياب زملائهم الذين لم يتمكّنوا من المشاركة، وهم بانتظار انطلاق بطولة كأس أفريقيا النسخة 35 بعد ثلاثة أيام من اختتام كأس العرب.
ولفت إلى أن حالة الطرد المبكّر لحسين علي وإصابة ميمي أثرتا على عطاء الفريق وتنظيمه، لكنها لم تؤثر على عزيمة اللاعبين الذين فوجئت بأدائهم القتالي العالي، وتعويضهم غياب لاعبين مهمّين في المنتخب.
وذكر سردار: بالنسبة لهدف الجزائر الأوّل، لم يكن صحيحًا وجاء من حالة تسلل واضحة، وأشكّ في مسألة تحديد خطّ التسلل عبر تقنية الفيديو! أما الهدف الثاني، فقد حصل نتيجة خطأ مشترك بين فهد طالب وسعد ناطق، أي أن المباراة لم تكن منصفة في النتيجة بحكم النقص العددي الذي عانى منه منتخبنا منذ الدقيقة الثانية.
وأكّد أن حسين علي لاعب مهاري ولم يكن يقصد استهداف قدم ياسين براهيمي، بل حاول أن يسبقه في إبعاد الكرة، لكن الأخير كان أذكى وأسرع منه للمسها لحظة تدخّل حسين، فمن الطبيعي أن يعطي تصوّرًا للحكم بأنه تدخل عنيف، وفي قانون التحكيم تُعد حالة الطرد مستحقة.
وعلّق سردار على حالة الشد العصبي التي رافقت أكثر من لاعب في المباراة، وخاصّة أحمد يحيى، بقوله: “لا أرى أي سلبية بشأن اندفاع لاعبي منتخبنا بحماسة لانتزاع الكرة أو بناء هجمة أو الاحتكاك القوي، فهي طبيعية مقارنة بما يحدث في الملاعب العالمية من شراسة في استخلاص الكرات، وبالنسبة ليحيى فهو من أفضل اللاعبين الذين قدّموا المستوى الفني الجيّد في هذه البطولة، ومعه الحارس فهد طالب كونه يمتلك خبرة اللعب الدولي وسبق أن تألّق على خطّ المرمى في مباريات سابقة، ونحتاج وجوده وتكرار ظهوره لمصلحة مهمّة المنتخب في الملحق العالمي وبطولة كأس العالم في حالة تأهّلنا إن شاء الله”.
وعن مواجهة المنتخب الأردني يوم الجمعة المقبل، أكد، أن لقاء الأردن أصبح من الديربيات المهمة في المنطقة، ولسوء الحظ بذل لاعبونا جهودًا مضاعفة في مواجهة الجزائر بتسعة لاعبين إذا ما استثنينا الحارس، فأخشى ألا يكونوا بالجاهزية المطلوبة بعد 72 ساعة، فالمنافس مستقر فنيًّا بشكل أفضل، لكن مثل هكذا مباراة تحتم خروج المغلوب، سيكون “النشامى” تحت ضغط نفسي هائل أمام “أسود الرافدين” الذين يريدون أن يثبتوا لأرنولد والاتحاد والجمهور أهليتهم في البقاء كعناصر أساسيّة حسب الجاهزية البدنية لكل لاعب كما يراها مدرب اللياقة البدنية وفقًا لقراءات جهاز تتبع اللياقة، وعندها ستكون المباراة صعبة على الأردن.
وأوضح سردار: لا يمكن تهوين الإصابات الكبيرة التي تعرّض لها بعض اللاعبين، وغياب آخرين يشكّلون عِماد المنتخب، لدينا أربعة أشهر قبل الملحق العالمي يمكن للملاك التدريبي تأهيل اللاعبين المصابين، والتأكيد على دعم استقرار الخط الخلفي للمنتخب لأنه مرّ بتغييرات كبيرة تقتضي الاهتمام به.
وعن أفضل اللاعبين الشباب الذين جذبوا انتباهه، قال: جميع اللاعبين الشباب الذين مُنحوا الفرصة كانوا بمستوى الطموح مع حاجتهم إلى الخبرة، وهو أمر طبيعي في مثل هذه السنّ، إلا أنني أرى اللاعب زيد إسماعيل قدّم أفضل عروضه في المباراتين، سيّما أن مركزه يتطلّب فاعلية كبيرة، وشيركو كريم كان جيدًا في المباراة الثانية قبل أن يُصاب.
وعزا سردار عدم استقرار أرنولد على التشكيل خلال المباراتين إلى أن ضغط رزنامة مباريات كأس العرب – مباراة كل ثلاثة أيام – حتّم على المدرب تدوير اللاعبين لمنحهم الراحة وعدم تعرّضهم للإجهاد، كونهم لا يتمكنون من اللعب خلال أيام قليلة.
واستدرك قائلاً: المدرب أرنولد لا يتحمّل تراجع لياقة اللاعبين، ودوره يقتصر على الاهتمام بلياقتهم أثناء وجودهم معه، والدور يقع على عاتق الأندية التي تؤهّلهم بدنيًا، لكن توقفات الدوري العراقي لهذا الموسم أثّرت كثيرًا وتجلّت الحقيقة أمام البحرين والسودان والجزائر، فإيقاع اللعب الدولي يختلف عن الدوري المحلي.
وخلص سردار محمد إلى القول: “أثني على قرار التحكيم للاتحاد الدولي لكرة القدم المُجرَّب في بطولة كأس العرب الحالية، والذي يقضي ببقاء اللاعب المصاب دقيقتين خارج الملعب، حيث ينهي بعض اللاعبين الوقت بذريعة إصابتهم، وهذا ما نشاهده في الدوري العراقي تحديدًا. وإذا ما تم تطبيق القرار في بطولات الدوريّات، سيشعر اللاعب بالمسؤولية العالية ولا يلجأ إلى التظاهر بالإصابة لأنه سيجد نفسه خارج الملعب في وقت يحتاجه الفريق وربما في دقائق حرجة”.