الديرة - الرمادي
تشهد مدن محافظة الأنبار استعدادات كبيرة لاستقبال شهر رمضان الكريم، فإلى جانب تبضع المواد الغذائية والحلوى من قبل الأهالي، فثمة استعدادات من نوع آخر يقوم بها أئمة وخطباء المساجد والجوامع في مدن المحافظة.
تلفزيون "الديرة" يواكب تحضيرات الأنبار لاستقبال الشهر الفضيل، حيث بدأت مساجد مدينة الفلوجة الاستعداد لاستقبال هذا الشهر من خلال صيانة وتجديد الإضاءة داخل المساجد، إذ تشمل الأعمال استبدال الأجهزة التالفة وتركيب إضاءة جديدة، إضافة إلى تجديد السجاد وتأهيل الحدائق، بهدف تحسين الأجواء داخل المساجد وخارجه، وإضفاء جو من الروحانية والراحة للمصلين، كما يتم إجراء فحص شامل لأنظمة الصوت في المساجد.
القلوب والأبواب مفتوحة
ويترقب أهالي محافظة الأنبار، قدوم الشهر الكريم بشغف ولهفة وروحانية كبيرة، حيث جهز "أبو محمد المحمدي"، حديقة بيته الخارجية لاستقبال الأهالي والضيوف خلال أيام الشهر الفضيل.
ويقول المحمدي لـ"الديرة"، إن "عملية قص الحديقة وتنظيفها وتجهيزها بالإضاءة بدأت بشكل مبكر هذا العام، وقد أنجزت قبل 20 يومًا من قدوم الشهر الكريم وهي بانتظار كل الأحبة والأصدقاء والأقارب".
ويضيف أنه "ينتظر رمضان بفارغ الصبر، كونهم يجتمعون في الحديقة بعد الأفطار ولساعات متأخرة من الليل يأكلون الحلوى ويلعبون المحيبس، وإحياء ليالي رمضان المباركة مثل ليلة القدر، وأحيانًا يجتمعون على السحور ومن ثم يغادرون إلى منازلهم".
ویتابع، أن "الأبواب والقلوب مفتوحة للجميع لكل من يقصد دارنا أو يزورنا خلال الشهر الفضيل وكل أيام السنة الأخرى".
المدكوكة جاهزة
ومن قضاء الخالدية اعتكف "أبو جمال" وعائلته، على تجهيز حلوى المدكوكة، لتوزيعها على أكبر عدد من الناس في منطقته.
ويقول أبو جمال لـ"الديرة"، إن "توزيع المدكوكة طقس اعتكفنا على ممارسته كل عام، وكل سنة نزيد من كميتها لتوزيعها على الأهالي في المنطقة".
ويضيف أنه يجد المتعة في ممارسة هذا الطقس إلى جانب المحبة والألفة التي تضفي على الأجواء بعيدًا عن مشاعر الكراهية والزعل التي قد تظهر في الأيام الاعتيادية.
وأشار إلى أن "الأسر الأنبارية تحرص على الحفاظ على تقاليدها وعاداتها القديمة في شهر تتمثل بتبادل الطعام بين الجيران ووضع الماء البارد والتمر واللبن في المساجد قبل آذان المغرب وقت الإفطار".
تحضيرات من نوع آخر
سعيد حمد، وهو شاب عشريني، يستعد مع أصدقائه، لاستقبال شهر رمضان بطريقة فريدة من نوعها، حيث قرروا تناول وجبة الأفطار معًا في كل يوم.
وفقًا لما أشار إليه حمد لـ"الديرة"، فإنه سيختبر هذه التجربة مع 10 من أصدقائه، "حيث سيتم تناول الأفطار عند أحدهم بشكل دوري".
كما أشار حمد إلى أن "أصدقائه اقترحوا أيضًا إحياء ليالي رمضان معًا، من خلال زيارة منتجعات سياحية أو مقاهي في المحافظة، حتى حلول عيد الفطر المبارك".
ويوضح أن "هذه الأجواء تزيد من نقاوة العلاقة بين الأصدقاء وتماسكها وتلاحمها واتساعها لتشمل أهل الصديق وإخوانه وخلق جو من العلاقات الاستثنائية بيننا".
في المقابل ، أفاد مصدر أمني في قيادة شرطة الأنبار، بأن شرطة المحافظة ستقوم خلال شهر رمضان المبارك بتعزيز إجراءاتها لمتابعة أسعار المواد الغذائية وكل التجار من خلال مديرية مكافحة الجريمة الاقتصادية، بالإضافة إلى الأنتشار الأمني في الأماكن العامة والمولات والمتنزهات وعند مقتربات المقاهي.
وقال المصدر لـ"الديرة"، إن "شرطة الأنبار ستلقي القبض على كل من تسول له نفسه العبث بأمن المحافظة وتعكير الأجواء الايمانية خلال شهر رمضان الكريم، فضلا عن القبض على التجار المتلاعبين بالأسعار في الأسواق المحلية وتطبيق القانون بشكل صارم".
وأضاف أن "بعض المديريات التابعة لقيادة شرطة الأنبار، فضلاً عن أجهزة أمنية أخرى كالأمن الوطني وغيرها، دخلت مرحلة الاستنفار خلال أيام الشعر الفضيل".