الديرة - متابعة
رأى الصحفي العراقي المقيم في الولايات المتحدة، رافد جبوري، أن طرد الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلنسكي من البيت الأبيض، يضع اوروبا واوكرانيا في مأزق تاريخي كبير.
وقال جبوري في مقالة صحفية مطولة اطّلعت عليها "الديرة"، إنه "منذ ان غير ترامب استراتيجية أميركا واتجه للتصالح مع روسيا دخل الغرب في ازمة واصبح زيلنسكي في مأزق، لكن فرنسا وبريطانيا حاولتا احتواء الخلاف عن طريق الاتصال الودي بترامب وتعليق الامال على اتفاق استثمار المعادن الثمينة الذي قد يكون مربحا لاميركا اذ يشتكي ترامب بان بلاده خسرت 350 مليار دولار في دعم أوكرانيا".
وأضاف :" لم يكن ترامب متأكدا من زيلنسكي سيوافق على وقف اطلاق النار مع ذلك دعاه إلى البيت الأبيض محاولا بذل اكبر جهد لتحقيق مبادرته وقد كان هذا خطا في الحسابات".
وتابع :" اما زيلنسكي فقد قبل الدعوة معتقدا بانه قادر على انتزاع تعهد أميركي بحماية أوكرانيا إذا خرقت روسيا اتفاق السلام وقد كان هذا خطا في الحسابات
فأميركا حتى في زمن بايدن وبالتاكيد في زمن ترامب ليست مستعدة للذهاب إلى حافة الحرب النووية مع روسيا، التي ما كانت لتسمح باتفاق يعطي لاميركا حق التدخل العسكري في حالة الاختلاف ".
وأردف جبوري أن " تعامل ترامب مع الموقف وكانت اجواء الجلسة في المكتب البيضاوي ودية في العموم رغم الاختلاف الحاد وصعوبة الاتفاق، حتى جاءت تلك اللحظة في نهاية الجلسة عندما طرح صحفي بولندي سؤالاً فيه بعد تاريخي وإشارة إلى الصورة التي يحملها شعبه ، وشعوب اخرى ، عن اميركا بصفتها دولة ثرية قوية يستغرب انها تصطف مع روسيا".
وبين أن "مقدمة الكارثة الدبلوماسية بدأت عندما قرر نائب #ترمب جي دي فانس ان يضيف شيئا لإجابة ترامب !، إذ أنه في العادة لا يتدخل نائب الرئيس بهذه الدرجة والطريقة لكنه اراد الحديث عن النهج الدبلوماسي الذي يتبعه ترامب وكيف انه افضل من نهج بايدن في التهديدات الفارغة بحسب اعتقاده".
واشار جبوري إلى " الكارثة بدأت عندما قرر زيلنسكي ان يحول الموقف إلى مساجلة مع فانس فطلب ان يوجه هو له الاسئلة ليبدا بالتشكيك في جدوى الدبلوماسية مع بوتين ليرد عليه فانس، ثم يتدخل ترامب بحدة غاضبا من زيلنسكي وما اعتبره جحودا ونكرانا وعنادا بأن صغر السن النسبي لفانس وزيلنسكي لعب دورا في عدم ضبط الأعصاب والانزلاق نحو الخلاف العلني غير المسبوق تاريخيا ".
ولفت إلى أنه "بعد ذلك انتهى صبر ترامب وغادر شخصية السياسي والمضيف الباحث عن انجاز ليعود لشخصية المتحدي للخصوم والأعداء ، لينتهي اللقاء بطرد زيلينسكي واتهامه بعدم احترام اميركا ليدخل الغرب كله الان في دوامة التساؤل عن المستقبل".
واختتم أن "قدر الغرب ان تقوده أميركا ولن تستطيع أوروبا لوحدها ان تساعد أوكرانيا بفاعلية كافية".