الديرة - الرمادي
يشكل شهر رمضان مناسبة خاصة ينتظرها المسلمون بفارغ الصبر في كل أنحاء العالم، حيث تتشابك فيه الروحانية مع التواصل الاجتماعي والتقاليد العريقة. ولأهاليي الأنبار نصيب كبير من الشهر الفضيل، حيث يعكس رمضان جوًا من التآلف بين العائلات، ويمنحهم فرصة للتأمل والعبادة، إضافة إلى كونه فرصة لتعزيز العلاقات الأسرية والاجتماعية. في هذا الشهر، يلتقي الأهل والأصدقاء على مائدة الإفطار، ويتشاركون في لحظات من السكينة والفرح، تنبض بالحياة في الأجواء الرمضانية الخاصة.
الأجواء الرمضانية
يقول “أبو ياسر”، وهو أحد المواطنين من أهالي الأنبار الذين التقتهم “الديرة”: “في شهر رمضان، تطرأ العديد من التغيرات على حياة الناس اليومية، إذ تنقلب الأوقات إلى أوقات من العبادة، والتواصل الاجتماعي، والمشاركة في الأعمال الخيرية”.
وأضاف “أبو ياسر” أن “الأجواء الرمضانية يُهيمن عليها أجواء من الهدوء الروحي والطمأنينة. في المساء، قبل موعد الإفطار، نجد المساجد مكتظة بالمصلين لأداء صلاة التراويح، في حين تملأ الشوارع نور الفوانيس والأضواء الزينة التي تزين المدن”.
التحضيرات لشهر رمضان المبارك
يقول “عمار أديب” لـ”الديرة” إنه “قبل بداية الشهر الفضيل، تُحضر الأسر منازلها لاستقبال رمضان، حيث تبدأ بعض العائلات في تزيين المنازل بالأضواء والفوانيس الرمضانية، وتبدأ الأسواق في عرض المنتجات الخاصة برمضان مثل التمور والعصائر والمكسرات. كما تقوم الأسر بتخزين الأطعمة التي تشتهر بها مائدة الإفطار مثل الأطباق الرمضانية الخاصة كالسمبوسة، والفتوش، والشوربة”.
وأكد “أديب” أنه “من أبرز العادات الرمضانية هي التجمعات العائلية التي تحدث في وقت الإفطار، حيث تجتمع العائلة حول مائدة إفطار واحدة، حيث يتشاركون في تناول الطعام بعد صيام يوم طويل. عادة ما يبدأ الإفطار بتناول التمر والماء، يلي ذلك تناول الشوربة والسلطات، ثم الأطباق الرئيسية مثل الأرز أو المأكولات المشوية، وأخيراً الحلويات الرمضانية مثل القطايف والكنافة”.
وأشار “أديب” إلى أنه “الناس يحرصون على زيارة الأقارب والجيران في رمضان لتعزيز الروابط الاجتماعية، حيث تتم هذه الزيارات بعد الإفطار أو في الساعات التي تلي صلاة التراويح، حيث يتم تبادل الهدايا والتهاني بهذه المناسبة”.
الأعمال الخيرية
يعد رمضان فرصة ذهبية لممارسة أعمال الخير. ويقول “معاوية” لموقع “الديرة”: “الناس تتبرع للفقراء والمحتاجين في هذا الشهر الفضيل، سواء من خلال توزيع الطعام أو مساعدات مالية، حيث يتم تنظيم موائد إفطار جماعية في العديد من الأماكن العامة، مثل الجوامع، حيث يتم تقديم الطعام لمن لا يستطيعون تحمل تكاليف الإفطار”.
الفعاليات الرمضانية
ويقول الشاب “عبد الله نشوان” لـ”الديرة”: “بعد الإفطار وبعد صلاة التراويح، نذهب لممارسة الرياضة مثل كرة القدم، وكرة الطائرة، حيث يتجمع أبناء المنطقة بعد الصلاة ونبدأ باللعب والاستمتاع بهذه الأجواء الروحانية الجميلة”.
ويضيف “نشوان” أن “هذا رمضان يختلف عن رمضان السابق من ناحية الأجواء ودرجة الحرارة. في السابق، عندما كنا نمارس الرياضة، كنا نشعر بالحر الشديد بسبب ارتفاع درجات الحرارة، لكن في هذه السنة الأجواء جميلة جداً، وهذا ما يساعدنا على ممارسة الرياضة والاستمتاع بشكل أكبر”.