الديرة - الرمادي
تعيش مدينة الرمادي خلال شهر رمضان المبارك بأجواء روحانية فريدة، حيث تتجلى عراقة المدينة في طقوس وتقاليد متوارثة، من إعلان الجوامع لبداية الشهر الفضيل، إلى مظاهر التكافل الاجتماعي التي تعكس عمق الروابط الأخوية بين سكان المدينة، وصولاً إلى الحركة النشطة في أسواقها، خاصة سوق الرمادي الكبير، حيث يتهافت المواطنون لاقتناء أشهى الأطعمة لموائد الإفطار بعد يوم من الصيام.
يستعرض تلفزيون "الديرة" في هذا التقرير مشاهد حية من قلب سوق الرمادي الكبير، راصداً إقبال المتسوقين على شراء التمور والعصائر التي تمثل عنصراً أساسياً في مائدة رمضان، لتعويض السوائل التي يفقدها الصائمون، كما يسلط التقرير الضوء على مبادرات التضامن المجتمعي من خلال توزيع وجبات الإفطار والمساعدات للأسر المتعففة، مجسدة روح الشهر الكريم.
من الرمادي إلى غزة
تواصل مؤسسة أحباب المصطفى الخيرية في مدينة الرمادي تقديم الدعم الإنساني للأسر المحتاجة في مختلف انحاء المحافظة، من أبرز مشاريع المؤسسة في شهر رمضان هو مشروع “إفطار الصائمين”، الذي يستهدف الأيتام في مختلف أنحاء الأنبار، حيث تم توزيع الوجبات الساخنة على الأيتام والعائلات المحتاجة.
ويقول رئيس المؤسسة، مشتاق عماد عبدالعزيز، إن "المؤسسة قد وزعت في اليوم الأول من رمضان نحو 500 وجبة في قضاء الرمادي، ونحو نفس العدد في قضاء هيت، وامتد الدعم ليصل إلى قطاع غزة عبر الشركاء المحليين".
ويضيف في تصريح صحفي أنه "بفضل تبرعات المحسنين، يتوقع أن يتزايد عدد الوجبات الموزعة مع مرور الأيام. كما تتواصل الجهود التي يبذلها المتطوعون الذين يقومون بتوصيل الوجبات مباشرة إلى منازل الأيتام، وذلك مجاناً ودون أي مقابل، في إطار دعمهم لوجه الله تعالى".
لحظة توقف في سوق الرمادي
وتعتبر أسواق الرمادي من الأماكن التي تشهد ازدحاماً كبيراً في شهر رمضان، حيث يعكف التجار على تقديم منتجات موسمية مميزة مثل التمور والعصائر. وفي هذا السياق، تحدث تجار التمور عن أنواع الرطب التي تزداد الطلب عليها في الشهر الفضيل، مثل الزهدي والمكتوم والبرحي، والتي يتم تخزينها في المجمدات لضمان توفيرها خلال شهر رمضان.
ووفقًا لما ذكره خالد جميل، أحد تجار التمور، فإن أسعار الرطب المخزونة ترتفع بسبب فترة الخزن الطويلة، حيث يُخزن الرطب قبل أن يتحول إلى تمر، ما يساهم في زيادة سعره.
وأضاف أن موسم جني التمر يبدأ في الشهر التاسع من كل عام، وهو ما يساهم في ضبط الأسعار خلال الأيام التي لا يتوافر فيها الرطب الطازج.
لمسة موصلية أصيلة في الرمادي
وفي سوق الرمادي أيضا، يتزاحم الناس قبل ساعتين من موعد الإفطار أمام محل “أبو زكريا” الشهير في المدينة، حيث يتزايد الإقبال على عصير الزبيب المميز، والذي يعرف منذ افتتاحه في عام 1996 بتقديمه عصائر مميزة، خاصة عصير الزبيب مع النعناع.
وتعتبر هذه الخلطة الموصلية الأصيلة محط إعجاب العديد من الزبائن من مختلف أنحاء الأنبار، حيث يُقدم العصير بأسعار معقولة (1000 دينار عراقي للكيس).
ويؤكد العاملون في المحل أن العصائر الطبيعية مثل الزبيب والرمان تحظى بشعبية كبيرة، لا سيما في فصل الصيف وشهر رمضان، فيما يحرصون على تقديمها بطريقة نظيفة وذات مذاق مميز، يظل ذكره في أذهان الزبائن طويلاً.