الديرة - الرمادي
وصل وزير الخارجية السوري، اليوم الجمعة، أسعد الشيبان إلى بغداد بسرية تامة، قبل الإعلان بشكل رسمي عن استقباله من قبل وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين.
وأول وسيلة إعلام أعلنت وصول وزير الخارجية السوري، هي "رويترز"، ليتم استقباله فيما بعد بشكل رسمي من وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين.
وتأتي زيارة الشيبان في وقت، تشهد فيه سوريا "إبادة" بحق العلويين، والتي أثارت غضبا شعبيا وحكوميا في العراق منذ بدايتها قبل سبعة أيام ولغاية اليوم.
وقد رافقت سرية زيارة وزير الخارجية السوري، دعوة سرية من نوع آخر وجهتها وزارة الخارجية العراقية إلى الإعلاميين لحضور مؤتمر صحفي في مقر الوزارة، من دون الكشف عن الضيف.
ووجهت الوزارة دعوات "بالخاص" على غير العادة بعد أن كانت تعمم بيانا تكشف فيه اسم الضيف في كل مرة.
وأبلغ مسؤول الإعلام في الوزارة صحفيين من قنوات عديدة أن هناك زيارة مهمة ودعاهم لتغطيتها، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وعقد وزيرا الخارجية العراقي فؤاد حسين، ونظيره السوري أسعد الشيبان، مؤتمراً صحفياً في العاصمة بغداد.
وخلال المؤتمر الصحفي، قال فؤاد حسين، إن "المجتمع السوري عانى مثلنا من سياسات حزب البعث، والأخوة في سوريا كانوا في نضال مستمر للتخلص من النظام الشمولي ونظام الفرد الواحد".
وأضاف، أن "هناك تهديدات آنية مشتركة للمجتمع السوري والمجتمع العراقي، وبحثنا مع الوفد السوري تشكيل غرفة عمليات مشتركة لمواجهة تنظيم داعش".
وتابع الوزير: "ناقشنا مع الجانب السوري تحركات داعش وفكرة تشكيل غرفة عمليات مشتركة لمواجهة التنظيم"، مبيناً أن "التجربة العراقية قد تفيد السوريين في مواجهة التحديات الأمنية".
وأشار إلى أن "عدم الاستقرار في سوريا يؤثر مباشرة على الأوضاع في العراق"، مثمناً "تشكيل لجنة التحقيق بشأن أحداث الساحل السوري ونتمنى أن تخرج بنتائج تخدم السلم".
وأكد أن "إهمال أي مكون في المجتمع يحدث غضبا وفوضى يستغلها الإرهابيون"، لافتاً إلى أن "غرفة العمليات المشتركة بين 5 دول لمواجهة داعش سترى النور قريبا".
وأكمل حسين: نؤيد الاتفاق بين الرئيس السوري أحمد الشرع وبين مظلوم عبدي ونتمنى تطبيقه لمصلحة سوريا".
من جانبه، عبر الوزير السوري، عن سعادته بزيارة بغداد، مؤكداً ضرورة وحدة الصف بين العراق وسوريا، فيما شدد على جدية دمشق بتعزيز الروابط مع بغداد.
وأضاف، أن "سوريا والعراق يجب أن يقفا معا لمنع أي تدخل في شؤونهما الداخلية"، لافتاً إلى أن "سوريا جادة في تعزيز الروابط مع العراق".
وأشار الشيباني، إلى أنه "على سوريا والعراق التعاون لرفض أي تدخل خارجي تملي علينا فيها قوى خارجية ما نفعله"، مبيناً أن "سوريا تواجه تحدي إعادة البناء وهو تحد يفهمه العراق".
وتابع الوزير السوري: "ملتزمون بتسهيل حركة السلع والخدمات والاستثمار مع العراق، وهدف زيارتنا تعزيز التبادل التجاري وإزالة الحواجز بين البلدين".
ولفت إلى أن " الشراكة القوية مع العراق ستجعلنا أكثر مناعة في مواجهة التدخلات الخارجية"، مشيراً إلى أن "الطريق لن يكون سهلا لكننا واثقون أن دمشق وبغداد ستخرجان من هذه المرحلة أقوى مما مضى".