آخر الأخبار


"الديرة" تتقصى أسعار الخضروات في الرمادي وبغداد: الفروقات صادمة!

  • A+
  • A-

 الديرة - الرمادي


كشف تقرير ميداني أجراه تلفزيون "الديرة" عن تفاوت كبير في أسعار الخضار والفواكه بين العاصمة بغداد ومدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، بفارق يصل إلى 50% في بعض الأصناف، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا التباين وانعكاساته على المستهلكين.


تباين الأسعار

في جولة ميدانية شملت الأسواق الرئيسة في كلا المدينتين، رصد فريق "الديرة" فروقات سعرية واضحة في معظم أصناف الخضار والفواكه المتداولة، حيث تميل الكفة لصالح مدينة الرمادي التي سجلت أسعاراً أقل مقارنة بالعاصمة.


وتصدر البصل قائمة الأصناف الأكثر تبايناً في السعر، إذ يباع في أسواق الرمادي بـ500 دينار للكيلوغرام الواحد، مقابل 1000 دينار في بغداد، بفارق يصل إلى 50%. يليه الباذنجان والخيار بفارق 500 دينار لكل منهما، إذ يباع الباذنجان في الرمادي بـ1000 دينار مقابل 1500 دينار في بغداد، والخيار بـ750 ديناراً مقابل 1000 دينار.


أما الطماطم، فتباع في الرمادي بـ750 ديناراً، بينما يصل سعرها في بغداد إلى 1000 دينار. وفي الفواكه، سجلت فاكهة اللالنكي فارقاً بقيمة 250 ديناراً، إذ تباع في الرمادي بـ1750 ديناراً مقابل 2000 دينار في بغداد.


في المقابل، تساوت أسعار بعض الأصناف في المدينتين، مثل البطاطا والبرتقال والموز والتفاح، إذ تباع جميعها بالأسعار ذاتها في كلا المدينتين.


عوامل مؤثرة


يعزو تجار وأصحاب محال بيع الخضار والفواكه في الرمادي هذا التباين إلى عدة عوامل، أبرزها سياسة الضرائب المفروضة على دخول السلع من المنافذ الحدودية.


يقول أبو محمد، صاحب محل لبيع الخضار في سوق الرمادي يقول لتلفزيون "الديرة"،: "الأسعار تتأثر بشكل مباشر بوجود الضرائب على دخول الخضار من المنافذ الحدودية، فترتفع عند فرضها وتنخفض عند إزالتها".


ويضيف حاتم الدليمي، تاجر جملة في سوق الخضار المركزي: "قرب الأنبار من المنافذ الحدودية الغربية يجعل تكلفة النقل أقل مقارنة ببغداد، كما أن البضائع المستوردة تصل إلينا قبل وصولها للعاصمة، مما يقلل من تكاليف التخزين والتبريد".


ويتابع الدليمي خلال حديث خاص لـ"تلفزيون الديرة" أن "الاستقرار الأمني الذي تشهده محافظة الأنبار حالياً ساهم في خفض تكاليف النقل والتأمين، وبالتالي انعكس على أسعار السلع بشكل إيجابي".


انعكاسات على المستهلكين 

يرى مواطنون من سكان الرمادي أن انخفاض الأسعار يشكل متنفساً لهم في ظل تحديات اقتصادية متزايدة. 

تقول أم عبدالله، ربة منزل من سكان حي القادسية: "فارق الأسعار يدفعني أحياناً لشراء كميات إضافية من الخضار والفواكه، خاصة الأصناف التي تكون الفروقات فيها واضحة".


وعلى الصعيد الاقتصادي، يلفت مراقبون إلى أن هذا التباين قد يشجع على ظهور ما يسمى "تجارة المناطق"، حيث يقوم بعض التجار بشراء السلع من المناطق ذات الأسعار المنخفضة وبيعها في المناطق ذات الأسعار المرتفعة.


ويؤكد المراقبون أن "التفاوت في أسعار الخضار والفواكه بين الرمادي وبغداد يعكس خارطة اقتصادية متباينة، تتأثر بعوامل متعددة، منها الموقع الجغرافي وتكاليف النقل، فضلاً عن عوامل العرض والطلب المحلية". 


وأشار المراقبون إلى أنه "في ظل هذا التباين، يبقى المستهلك هو المستفيد الأكبر في المناطق ذات الأسعار الأقل، فيما يتحمل عبئاً إضافياً في المناطق الأخرى".