الديرة - الرمادي
يجري الرئيس، محمد الحلبوسي، زيارة ميدانية إلى نينوى، تشمل عدداً من مناطقها المتنوعة، في رسالة مزدوجة تستهدف ترسيخ الاستقرار الاجتماعي من جهة، وإعادة دمج المحافظة ضمن خارطة القرار الوطني من جهة أخرى.
ملفات الرئيس الحلبوسي
وبحسب مصدر في حزب “تقدم”، تحدث لـ "الديرة"، فإن الزيارة تمثل “خطوة عملية نحو تمكين الشباب والمرأة في محافظة نينوى، وفتح الباب أمامهم للمشاركة الحقيقية في الحياة العامة وصنع القرار”.
وأشار إلى أن هذه الزيارة “تسعى إلى خلق فرص للتدريب والعمل، وتكريس العدالة الاجتماعية، وتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية التي ظلت محدودة في السنوات الأخيرة”.
لكن الأبرز في هذه الزيارة، وفق المصدر، هو التأكيد على “دعم جهود المصالحة الوطنية، وتعزيز التعايش بين مكونات نينوى المتعددة، والعمل على معالجة آثار النزاعات الماضية، بما يسهم في بناء الثقة وترسيخ السلم الأهلي”.
وأكد أن الرئيس الحلبوسي جاء إلى نينوى حاملاً أيضاً ملف العدالة المالية، وقال: “الرئيس الحلبوسي وحزب تقدم ملتزمان بتحقيق إدارة شفافة وعادلة للموارد، وضمان حصول نينوى على حصتها الحقيقية من الموازنة الوطنية، بما يعيد إطلاق عجلة التنمية ويعيد التوازن إلى المحافظات المحرومة”.
وشكّلت نينوى بتركيبتها السكانية المعقّدة وتاريخها المثقل بالنزاعات، واحدة من أكثر المحافظات حساسية على مستوى التوازن الوطني. وبعد سنوات من الحروب والدمار والنزوح، تقف اليوم عند مفترق طرق يتطلب جهوداً سياسية استثنائية لإعادة لُحمتها الداخلية وتضميد جراحها الاجتماعية.
وتعاني نينوى حتى الآن من نقص في الخدمات، وغياب فعلي لمشاريع التنمية، وتراجع في مؤشرات التعليم والصحة والإعمار، ما جعلها واحدة من أبرز النقاط الساخنة في معادلة الاستقرار العراقي.
امتدادٌ لبقية المحافظات
زيارة نينوى ليست معزولة عن حراك سياسي واسع يقوده الرئيس الحلبوسي منذ أشهر، شمل محافظات الأنبار، وصلاح الدين، وديالى، وبغداد.. فضلاً عن توجّهه إلى بقية المحافظات، مثل كركوك، التي تمثّل عراقاً مصغّراً.
مراقبون يقولون، إن "الرئيس الحلبوسي اليوم يبرز كأحد السياسيين القلائل الذين ما زالوا يراهنون على مفهوم السياسة المجتمعية التي تنزل إلى الميدان وتتبنّى قضايا الفئات المهمّشة، وعلى رأسهم الشباب والنساء وسكان المناطق المتضررة".
ويواصل الرئيس الحلبوسي، التنقّل بين الأهالي والقاعدة الشعبية، التي تستقبله عبر شيوخها ووجهائها في مختلف المناطق التي يحطّ بها الرئيس الحلبوسي.
المرحلة الأولى في نينوى
وتكشف المرحلة الأولى من عمل "تقدم" في نينوى، والتي سارت بهدوء ودون ضجيج إعلامي، عن تغييرات ملموسة في مشاريع البنى التحتية وإصلاحات إدارية وتبني سياسات أكثر شفافية في إدارة الملفات الخدمية.
ويُعد "تقدم" صاحب الفضل الأول في تحويل مشروع مطار الموصل الدولي من حلم طال انتظاره إلى حقيقة واقعة، ليصبح صرحاً حيوياً يربط المحافظة بالعالم الخارجي ويدعم حركة النقل والاقتصاد في المنطقة.
كما امتد دور الحزب ليشمل توفير التمويل اللازم لإعادة إعمار جسور نينوى المدمرة، ونجح في إعادة تأهيل وافتتاح عدد من الجسور الرئيسية التي أسهمت بشكل كبير في عودة الحياة الطبيعية للمدينة.
إضافة إلى ذلك، لعب نواب "تقدم" عن محافظة نينوى أدواراً محورية في دعم قانون العفو العام الذي عالج ملفات حساسة طالت شرائح واسعة من أبناء المحافظة، ونجحوا في حشد الدعم لتخصيص موازنات إضافية لإعادة الإعمار وتبني مشاريع خدمية حيوية في قطاعات الصحة والتعليم والماء والكهرباء.