آخر الأخبار


"الديرة" في الحبّانية.. نقص المياه يقلّص عدد السيّاح

  • A+
  • A-

 الديرة - الرمادي


 تعد المدينة السياحية في محافظة الأنبار، من الأماكن الترفيهية المهمة، إذ يتوافد إليها الزائرون من مختلف مناطق العراق، مما يجعلها تشكل مورداً اقتصادياً للمحافظة.


وتواجه المدينة نقصاً واضحاً للمياه في بحيراتها الصناعية، بسبب عدم إطلاق الحصص المائية المخصصة لها، الأمر الذي يهدد بقاءها واستمرارها كمورد بيئي وسياحي، مما ينعكس هذا الواقع على تراجع أعداد السائحين، إذ تشكل مكاناً ترفيهياً مهماً للعائلات والشباب في فصل الصيف.


ولا تقتصر آثار هذه الأزمة على بحيرة الحبانية فقط، بل تمتد لتشمل المناطق المجاورة التي تعتمد على البحيرة في الري وتربية الأسماك، ومع استمرار شح المياه، تواجه هذه المناطق خطر ارتفاع معدلات البطالة، وتدهور مستوى المعيشة لسكانها.


وفي حوار أجرته "الديرة"، مع الناشط البيئي، صميم سلام الفهداوي، قال: “منذ أكثر من خمس سنوات تعاني بحيرة الحبانية من نقص حاد في المخزون المائي، إذ تعتبر بحيرة الحبانية واحدة من البحيرات الصناعية التي تستخدم لخزن المياه في فترات الوفرة المائية، لكن ما حصل منذ خمس سنوات إلى الآن، هو قلة الإيرادات المائية القادمة من دول المنبع، مع الشحة المائية، وضعف الموسم المطري، أدى ذلك إلى انخفاض مناسيب بحيرة الحبانية".


وأضاف الفهداوي: إن "الافتقار المائي في بحيرة الحبانية ناتج أيضاً عن عدم إدارة المياه في هذه البحيرة بشكل صحيح، مما أدى إلى استنزاف خزينها المائي، والبالغ 8 مليارات متر مكعب، وهذا ما أدى إلى ظهور مشكلات على مختلف الجوانب، منها تتعلق بالثروة السمكية".


وأوضح الفهداوي: إن "تلك المشكلات أثرت على سبل العيش لقرابة 600 عائلة، في مناطق المجر والعنكور، وهذه العوائل تعتمد اعتماداً كلياً على صيد الأسماك، كمورد اقتصادي، هذا من جانب، ومن جانب آخر أثرت المشكلات على الأمن المجتمعي، إذ شهدت الآونة الأخيرة نزوح أكثر من 120 عائلة، من مناطق المجر والعنكور نتيجة الشحة المائية التي حلت بهذه المناطق، إذ يعد نزوح هذه العوائل هو نزوحاً بيئياً".


وأشار الفهداوي: “هناك محاولات لمعالجة مشكلة الشحة لكنها لم تفِ بالغرض، وأطلق ناشطون حملات مناصرة لهذه المناطق، لإيقاف الهجرة العكسية نتيجة النزوح البيئي، وبقائهم في مناطقهم دون الهجرة تجاه المدن، نتيجة قلة خدمات المياه، ومن جانب آخر أثر ذلك على الأمن الصحي، إذ تأثر أكثر من 1500 طفل، نتيجة قلة الرعاية الصحية، وقلة توفر الطاقة الكهربائية، مناطق المجر والعنكور تقع جنوب مدينة الرمادي، تبعد عنها 45 كيلومتراً، وإدارياً تابعة لناحية الحبانية”.


وبين الفهداوي: "أما على مستوى الجانب السياحي، فقد تأثر بشكل كبير الأمن السياحي، وخاصة مناطق المدينة السياحية في الحبانية، التي تعتمد اعتماداً كلياً على وجود المياه في بحيرة الحبانية، وهذا ما أثر بشكل سلبي على توافد الزائرين (السائحين) لهذه المناطق، إذ أثر انخفاض المياه في البحيرة على توافدهم، وأصبحت هناك مجرد بقع مائية في هذه المناطق".


وأردف الفهداوي: “بالنسبة لمحاولات إنعاش بحيرة الحبانية، طالبنا كمختصين بضرورة وجود تحرك سياسي، من قبل الحكومة المحلية ومجلس المحافظة، والإدارات المحلية، وهناك توصيات تم رفعها إلى رئيس مجلس محافظة الأنبار، وإلى محافظ الأنبار، وكان هناك تحرك سريع وجدي وواضح من قبلهم، لتبيان الخطر والأضرار الناتجة إلى وزارة الموارد المائية”.


وتابع الفهداوي: "هذه التحركات تهدف إلى إنعاش بحيرة الحبانية، وإزالة الضرر البيئي الحاصل عليها، لا سيما أن البحيرة تكتسب موردها المائي من ناظم الورار، إذ يعتبر المزود الرئيسي لها، وفي ناظم الورار هناك 7 أنابيب للصرف الصحي، وكذلك تجمع لمعامل الرمل التي تطرح نفاياتها في هذه القناة، وكمية الملوثات والتسربات الكبيرة جداً، تجعل من بحيرة الحبانية خزيناً لتراكمات التلوث".


وفي حديثه عن آثار شح المياه وتلوثها في بعض المناطق، قال الفهداوي: “أيضاً يتأثر المواطنون جنوب مدينة الرمادي، في منطقة الطاش والحميرة، كون بعض هذه المناطق إسالات المياه فيها تعتمد على مجرى قناة الورار، وكذلك تتأثر هذه المناطق على مستوى الأمن الزراعي، إذ تسقي محاصيلها الزراعية بمياه ملوثة”.


وفي تصريح خاص لـ "الديرة"، قال مدير المدينة السياحية في الحبانية، مؤيد المشوح، اليوم الأربعاء، إن "هذا العام منسوب المياه في مدينة الحبانية أفضل من العام الماضي، ومن الثلاث سنوات الماضية، وحصلنا هذا العام على إطلاقات جديدة ساهمت في تحسن منسوب المياه، ونتأمل في قادم الأيام أن تزداد هذه الإطلاقات لتعود البحيرة إلى وضعها الطبيعي".