الديرة - الرمادي
يواجه ذوو الإعاقة تحديات كثيرة في مختلف المدن والمناطق، منها صعوبة الوصول إلى الدوائر الخدمية وإكمال معاملاتهم، ونقص في الخدمات المقدمة إليهم، ويضاف إلى ذلك قلة فرص العمل، وضعف المشاركة في رسم السياسات والقرارات التي تراعي متطلباتهم واحتياجاتهم.
لذا ناقشت مدينة الفلوجة، اليوم السبت، في جلسة حوارية، تعزيز حقوق ذوي الإعاقة في الدوائر الخدمية في القضاء، بحضور برلمانيين، وأعضاء مجلس المحافظة، وقائممقام القضاء، وعدد من مسؤولي الدوائر الخدمية في المدينة، وبمشاركة عددٍ من ذوي الإعاقة، والناشطين في المجتمع المدني.
وتضمنت الجلسة عدة محاور، منها ما يتعلق بالكشف عن تحديات ذوي الإعاقة التي عبر عنها المشاركون من ذوي الإعاقة أثناء حضورهم الجلسة، وكذلك دور الحكومة المحلية في تسهيل الإجراءات أمامهم لاستحصال حقوقهم الأساسية، كما تطرقت الجلسة إلى أهمية إشراكهم في الأنشطة الرياضية والمجتمعية التي تنظمها الجهات الحكومية المحلية، لضمان اندماجهم في المجتمع.
وفي حوار أجرته "الديرة"، مع وديان الولايدي، منسقة مبادرة دعم الإعاقة ضمن مشروع الحكم الجيد، الذي تنفذه مؤسسة وصل تصل بمحافظة الأنبار، قالت الولايدي: "نسعى من خلال مبادرة دعم ذوي الإعاقة، والتي تعد هذه الجلسة الحوارية مع أصحاب القرار جزءاً منها، إلى استحصال حقوق ذوي الإعاقة في المحافظة. وهذه الحقوق لا تشمل فقط ما يتعلق بتنظيم البنى التحتية وإيجاد نوافذ خاصة لهم عند مراجعة الدوائر الخدمية، بل حتى على مستوى التعيينات والتعويضات يجب أن تكون هناك أولوية واضحة لهذه الشريحة المهمشة في المجتمع".
وأضافت الولايدي: "نطمح إلى توفير فرص عمل تناسب وضع ذوي الإعاقة في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، كما نؤكد على أهمية وجود دور حقيقي لهذه الفئة في اتخاذ القرارات ووضع السياسات المحلية، ويجب أن تكون هناك مؤتمرات ولقاءات دورية مع أصحاب القرار في المحافظة للاستماع إلى احتياجاتهم ومطالبهم".
وقال طارق عبد الكريم، المدير التنفيذي لمؤسسة وصل تصل، في حديثه لـ "الديرة"، إن "هناك مشكلة حقيقية مشخصة من قبلنا، وتكمن هذه المشكلة في عدم معرفة مؤسسات الدولة بقانون 11 لسنة 2024، والذي يضمن حقوق ذوي الإعاقة ويمنحهم متطلباتهم الأساسية، لذا نسعى من خلال مشاريعنا لدعم حقوق هذه الشريحة والتعريف بالقوانين المناصرة لهم".
وأشار لؤي الكرغولي، المدافع عن حقوق ذوي الإعاقة في الأنبار، أحد المتحدثين في الجلسة، في تصريحه لـ "الديرة”، إلى أن "هذه الجلسات واللقاءات تُسهم في تعزيز دور ذوي الإعاقة في المشاركة في وضع السياسات العامة داخل المحافظة، كما تعطيهم المساحة للتعبير عن آرائهم، والتشاور مع صانع القرار لضمان تعزيز دورهم وإشراكهم في كافة الفعاليات والميادين الاجتماعية والرياضية والسياسية".
كما أكد قائممقام مدينة الفلوجة، فيصل العيفان، في مداخلة له أثناء الجلسة، على أهمية دعم هذه الشريحة المهمة من المجتمع، وضرورة التنسيق بين جميع الجهات ذات العلاقة لضمان حقوقهم ودمجهم بشكل فاعل في كافة مفاصل الحياة.
وفي تصريح للنائبة عن حزب تقدم بمحافظة الأنبار، أزهار السدران، بعد مشاركتها في الجلسة، عبر حسابها الذي تابعته “الديرة”، أشارت فيه إلى "أهمية تكاتف الجهود بين جميع المؤسسات لتوفير بيئة خدمية دامجة تتلاءم مع احتياجات ذوي الإعاقة، وأهمية دور السلطة التشريعية في سن القوانين ومتابعة تنفيذها بما يخدم هذه الشريحة المهمة من المجتمع".
كما أوضحت السدران: "أنها ستعمل على دعم المبادرات التي تعنى بحقوق ذوي الإعاقة، والتعاون مع المؤسسات المدنية لضمان وصول الخدمات إليهم بعدالة وكفاءة".