آخر الأخبار


في الأنبار.. العيد مناسبة لتجديد المحبة والتسامح

  • A+
  • A-

 الديرة - الرمادي 


بهذه الكلمات المؤثرة، اختتم خطباء الجوامع في الأنبار خطبة العيد، في دعوة صريحة للتسامح والتصالح ونبذ الخلافات. 


وتشكّل هذه العبارة أكثر من مجرد خاتمة لخطبة، بل تتحول إلى مفتاح لفتح القلوب، ورسالة اجتماعية تنبع من عمق الثقافة الأنباريّة القائمة على التسامح وروح العائلة والتراحم.


وفور انتهاء الصلاة، تشهد الجوامع والساحات القريبة منها مشهداً متكرراً في كل عيد: رجالٌ من مختلف الأعمار يتبادلون التهاني، يتصافحون بحرارة، ويبتسمون بصدق، لا أحد يسأل من بدأ أو من أخطأ، الأهم أن العيد قد جاء، وأن وقت الصفح قد حان، في تلك اللحظات، تذوب الخلافات الصغيرة، وتتراجع المشاحنات اليومية أمام مشهد التكافل والمحبة.


وتمتد هذه الروح إلى الشوارع والأحياء، إذ يتزايد حضورها بشكل لافت في الأنبار، حيث يحرص الناس على المصافحة والتهنئة حتى مع من لم تربطهم علاقات قوية، في إشارة واضحة إلى الانفتاح الاجتماعي والرغبة في بناء جسور التآخي، فالمصافحة في العيد لا تعني فقط التهنئة، بل هي طقس رمزي يعبّر عن نقاء القلب وصفاء النية.


ويؤكد عدد من الأهالي أن هذه اللحظات تختصر العيد بمعناه الحقيقي، فهي الفرصة السنوية لإعادة ترتيب العلاقات الإنسانية على أساس المودة، حيث يتحول المسجد من مكان للعبادة فقط إلى محطة للسلام الاجتماعي.


ووسط هذه الأجواء الروحية، تنقل العوائل الأنباريّة هذا السلوك إلى أطفالها، فترى الصغار يقلدون الكبار في المصافحة وتقديم التهاني، ما يعزز ديمومة هذه العادة الأصيلة ويرسّخ ثقافة المحبة والتسامح في الجيل الجديد.


وبهذا المشهد الإنساني المتجدد كل عيد، تثبت الأنبار أن قوتها لا تكمن فقط في أعرافها وعراقتها، بل أيضاً في دفء ناسها وتماسكهم الاجتماعي الذي يعبّر عنه ببساطة: “تصافحوا.. تصافحت قلوبكم قبل أيديكم”.