آخر الأخبار


الضربات مستمرة.. كيف اخترقت إسرائيل العمق الإيراني؟

  • A+
  • A-

 الديرة - متابعات


مع بزوغ الفجر، اهتزت سماء إيران تحت وطأة ضربات جوية مباغتة استهدفت مواقع عسكرية حيوية ومنشآت نووية. الغريب أن صفارات الإنذار ظلت صامتة، ولم تُسمع دويّ صواريخ الاعتراض، وكأن السماء فُتحت لإسرائيل بلا مقاومة، المشهد أشبه باختراق للعقل الدفاعي الإيراني قبل اختراق المجال الجوي نفسه.


كيف حدث هذا؟


وفقا لمعطيات نشرتها وسائل اعلام إسرائيلية يرى محللون أن "السر يكمن في حرب خفية بدأت قبل الضربة بوقت ليس بالقصير، عبر هجمات سيبرانية محكمة، شُلّت شبكات الاتصالات العسكرية ومراكز القيادة، بل ربما غُرست بيانات زائفة في الأنظمة لترسم صورة زائفة عن أجواء آمنة، بينما كانت هذه المعركة الخفية تدور، انقضت مقاتلات "إف 35 آدير" الشبحية من علو منخفض، متسللة عبر ثغرات منظومة الدفاع المشلولة".


خلف الكواليس: مسيرات وعملاء  


كشفت مصادر إسرائيلية أن الموساد زرع قواعد سرية داخل الأراضي الإيرانية منذ أشهر، مخزناً فيها مسيرات مفخخة تم تهريبها عبر عملاء محليين، عند إشارة البدء، انطلقت هذه الطائرات من مخابئها - حتى من مواقع قريبة من معسكرات إيرانية في طهران - لتحطيم دفاعات الطيران قبل وصول المقاتلات، جرأة نادرة جعلت حكومة نتنياهو تعمل من داخل معقل خصمه.


الثغرة القاتلة


لم تكن المشكلة في نقص المعدات، فإيران تمتلك أنظمة دفاع متطورة مثل "إس 300"، لكن الفجوة بين أجزاء المنظومة - الرادارات هنا، وقاذفات الصواريخ هناك، ومراكز التحكم في مكان ثالث - حولتها إلى جزر منعزلة، حين ضربت الغرفة العملياتية، انهار النظام بأكمله كقطع الدومينو، يضاف إلى ذلك البطء القاتل في ربط الإنذار باتخاذ القرار، ما جعل الرد أشبه بجسد لايقوى الى على التصريحات.


اغتيال العقول

لم تقتصر الضربة على المنشآت، في شوارع طهران، نفذت مسيرات إسرائيلية عمليات اغتيال دقيقة استهدفت قادة الحرس الثوري وعلماء نوويين، بينهم قادة كبار مثل حسين سلامي، المفارقة  أن العديد من الضباط كانوا يسكنون في منطقة واحدة معروفة، دون إجراءات أمنية كافية، عماد آبشناس، خبير إيراني، وصف الأمر بـ"كارثة ناتجة عن استهتار أمني".


هل تذكرنا بحزب الله؟


ذاكرة المنطقة تتذكر كيف اخترقت إسرائيل حزب الله في لبنان قبل أشهر، بتفجير أجهزة اتصالاتهم واغتيال قادة الحزب  في عمق مناطقهم، النمط ذاته يتكرر اليوم - اختراق سيبراني مسبق، استخبارات تغلغلت لسنوات، عملاء محليون، وتفجير الأهداف من الداخل، الفارق الوحيد أن الضربة هذه المرة كانت في قلب العمق الإيراني.


الانتقام الذي لم يكتمل


رداً على الهجوم، رُفعت رايات حمراء فوق مسجد جمكران في قم، لكن الصورة الأعمق تكشف هشاشة إيرانية غير متوقعة، الضربة لم تدمر منشآت فحسب، بل كشفت عجزاً عن رؤية الخطر القادم.


إيران تتحضر للرد ومصادر غربية تحذر من حجمه، هل سيكون الرد قاسيا؟