الديرة - الديرة
أكد الصحفي اللبناني، سامي كليب، اليوم الجمعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ساهم في تضليل إيران عبر المفاوضات، وهو كان على علم بتفاصيل الهجوم الإسرائيلي وموافق عليه، مشيراً إلى أن هذا الهجوم جاء بعد نجاح إيران في اختراق إسرائيل والحصول على وثائق استخبارية مهمة.
وكتب كليب، منشوراً عبر حسابه في الفيس بوك بعنوان ملاحظات على حرب إسرائيل وإيران تابعته "الديرة"، قال فيه: "حجم الخسائر الإيرانية الاولى يؤكد (وهذا مستغرب بعد حرب لبنان) أن إيران فوجئت بالاختراق رغم أن الجميع كان ينتظر هذه الحرب منذ فترة طويلة".
وأضاف كليب: "ما حصل يشبه ضرب الطائرات المصرية وهي رابضة على ارض المطار في حرب 1967. ويشبه تفجير البيجر وقتل قادة حزب الله والاختراقات التكنولوجية، فكيف تركت إيران قادتها مكشوفين، ولم تتخذ إحراءات جذرية ضد الاختراقات التكنولوجية والتجسسية؟.
وأشار كليب: ترامب ساهم في تضليل إيران عبر المفاوضات ثم بتصريحه امس الذي قال فيه ان الضربة حتمية لكن غير وشيكة، وهو كان على علم بكل التفاصيل وموافقا عليها، وحين نجحت الضربة تبناها”.
وأردف كليب: "هذا الهجوم جاء بعد نجاح إيران في اختراق إسرائيل والحصول على وثائق استخبارية مهمة كانت ستكشف اسرارا على ما يبدو خطيرة لا تتعلق فقط باسرائيل.
وجاء الهجوم أيضاً فيما كانت الاستعدادات كبيرة لمؤتمر نيويورك في ١٧ الجاري بغية إعلان الدولة الفلسطينية وحل الدولتين بقيادة فرنسا والسعودية".
وتابع كليب : "جاء أيضاً بعد ان بدات دول عديدة حليفة لإسرائيل ترفع مستوى الضغوط عليها لوقف حرب غزة وفرضت عقوبات على الوزيرين المتطرقين سموتريتش وبن غفير ، وجاء أيضاً بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة حول استمرار إيران بالتخصيب وادانة دول أوروبية واميركا لايران وارتفاع منسوب القلق من الوصول إلى القنبلة".
وأوضح كليب: "إيران مضطرة لرد كبير، (إذا استطاعت) وهي ستفعل قريباً، لكن هذا بحد ذاته كبير الخطر، فلو هدد الرد فعلا إسرائيل وجودياً ستنضم أميركا وكل الأطلسي إلى جانبها ما يعني دماراً كبيراً في إيران واغتيال كبار القادة حتى رأس الهرم، وان لم ترد او ردت بشكل هزيل فالنظام برمته سيكون في وضع حرج جداً تماماً كما حصل في سوريا قبيل سقوط الاسد، وسيدفع اسرائيل لضربها مرات عديدة".
وقال كليب: "إسرائيل لن تتراجع قبل تدمير كل البرنامج النووي مهما كلف الأمر، والضربات الاولى ليست كافية بهذا المعنى لذلك فالحرب لم ولن تنته قريبا . وعلى الارجح ستتورط بها اطراف اخرى وبينها حزب الله وبعض الفصائل العراقية والحوثيون".
وأضاف كليب: "إذا استطاعت إيران توجيه ضربات مركزة دون حرب واسعة، وحصل شبه توازن في الضربات، قد يسارع المجتمع الدولي إلى ضبط الحرب، وفرض معادلة على ايران بشروط الغرب خصوصا إذا كانت إسرائيل قد دمرت فعلا اليرنامج النووي، وستكون طهران في موقع تفاوضي اضعف إلا إذا كشفت عن مفاجات في البرنامج النووي".
وأشار كليب: "من المفترض ان تدرس إيران إذا ردا قويا بعد ان تعيين بدائل سريعا للقادة الذين فقدتهم الليلة ، دون ان يؤدي ذلك الى حرب واسعة لانها ستخسرها في نهاية المطاف مهما قاتلت كونها ستواجه قوى أطلسية رديفة لإسرائيل، وستحاول تفادي الاحتكاك مع أميركا لكن هذا صار صعبا بعد تبني ترامب".
وبين كليب: "هذه الحرب حتى لو نجح فيها نتنياهو الذي سيفاخر بانه انتصر على كامل المحور ودمر البرنامج النووي الايراني، ستضع نهاية أيضاً لنتنياهو الذي بات عبئا على الغرب ، ولعل كثيرين يريدون لهذه الحرب ان تنهي النظام الايراني ونتنياهو معا".
وأردف كليب: "من الصعب توقع مآلات الحرب الان، خصوصا ان الضربات الاسرائيلية اصابت القيادة الإيرانية والنووية في الصميم، ودمرت المعنويات قبل الأسلحة ، ومن غير المعروف ما هي القدرات الفعلية لايران، لكن الاكيد ان عدم الرد سيشكل بداية نهاية الثورة الإسلامية مهما كانت المبررات، والرد الواسع سيكون مغامرة كبرى".
وقال كليب: "إذا ربح نتنياهو هذه الحرب وبقي هو والمتطرفون في السلطة سيقضي على حلم قيام دولة فلسطينية ويفرض بالقوة معادلات جديدة على كل دول المنطقة، لكن هل هذا محتوم؟، ليس مؤكداً، فنحن في بداية حرب تختلف عن كل ما سبقها، وهي مفتوحة على كل الاحتمالات والدمار والدماء".
وتابع كليب: "حتى الان خسرت ايران وبفداحة كبرى الجولة الأولى بعد ان كان قد فقدت ابرز حلفائها في المنطقة وفي مقدمهم امين عام حزب اااه حسن نصرالله، فهل تخسر كل الحرب؟، لننتظر ونر لكن المؤشرات الأولى صادمة بعد نحو نصف قرن من التعبئة والاستعدادات والتجهيزات العسكرية والخطابات النارية".