الديرة - الرمادي
أكد الخبير الاقتصادي دريد العنزي، ن العراق تكبّد خسائر مالية كبيرة جراء توقف حركة الطيران، موضحاً أن الخسائر لم تقتصر على رسوم عبور الأجواء فحسب، بل شملت أيضاً القطاع الجوي المحلي.
وقال العنزي في تصريح خاص لـ(المدى) تابعته "الديرة" إن “الخطوط الجوية العراقية تكبّدت أكثر من خمسة ملايين دولار بسبب توقف مبيعات التذاكر والخدمات الأرضية للطائرات الأجنبية، مثل التموين والصيانة والنقل الداخلي”، معتبراً أن “هذه الخسائر تمثل مؤشراً خطيراً على هشاشة قطاع الطيران، وتكشف عن ضعف واضح في الإدارة عند مواجهة الأزمات الطارئة”.
وأشار إلى أن العراق كان يُعد ممراً استراتيجياً لحركة الطيران بين آسيا وأوروبا نظراً لموقعه الجغرافي، لكن بعد الاعتداء الإسرائيلي على إيران، تراجعت الخطوط الجوية المارة عبر الأجواء العراقية واتجهت إلى مسارات بديلة في دول الجوار، ما أفقد العراق إيراداته ومكانته على خارطة النقل الجوي الإقليمي.
وأضاف أن العراق يستقبل سنوياً نحو خمسة ملايين زائر ضمن السياحة الدينية، بالإضافة إلى أكثر من ستة ملايين مسافر داخلي عبر الطيران، ما يجعله مؤهلاً لأن يكون مركزاً اقتصادياً إقليمياً في هذا المجال. لكنه شدد على أن “الإهمال الإداري وغياب الاستثمار الحقيقي في البنية التحتية يحولان دون استغلال هذا المورد الحيوي”.
وفيما يخص الخطوط الجوية العراقية، أوضح العنزي أن أغلب طائرات الأسطول غير محدثة ولا تلتزم بالمعايير الدولية، ما أدى إلى حظرها من دخول الأجواء الأوروبية. كما أشار إلى أن بعض الدول الإسلامية بدأت بفرض شروط فنية خاصة للسماح للطائرات العراقية بنقل الحجاج والمعتمرين، محذراً من أن العراق مهدد بالدخول في “القائمة الرمادية” للمنظمات الدولية للطيران، في حال عدم تنفيذ إصلاحات عاجلة.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن مطار بغداد الدولي يضم عشرات الطائرات المتوقفة بسبب أعطال فنية مزمنة، دون وجود خطط حكومية واضحة لاستبدالها أو تحديث الأسطول، مؤكداً أن هذا التدهور انعكس سلباً على المواطنين، إذ اضطر كثير منهم إلى السفر براً إلى دول الجوار، مثل الأردن وسوريا ولبنان وتركيا، ما تسبب بارتفاع تكاليف السفر وحدوث إرباك كبير، خاصة بين الطلبة والعاملين في الخارج.
وختم العنزي حديثه بالإشارة إلى أن بعض شركات النقل البري بدأت بتسيير رحلات بديلة، في ظل غياب أي خطة حكومية لمعالجة الأزمة أو توفير بدائل فعالة، مما يعمّق الشعور بغياب التنسيق في إدارة هذا القطاع الحيوي.