الديرة - الرمادي
نشر موقع "دويتشه فيلا" الألماني تقريراً يتساءل عن إمكانية تحقيق الخطط الطموحة التي أعلنها العراق لتنشيط قطاع السياحة، خاصة بعد اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025.
وأشار التقرير إلى أن البلاد تشهد تحسناً ملحوظاً في الأمن والاستقرار مقارنة بالسنوات الخمس الماضية، لكنه تساءل عما إذا كان هذا التحسن كافياً لخلق بيئة جاذبة للسياح، تمكّن العراق من تحويل أحلامه السياحية إلى واقع ملموس.
وأوضح التقرير أن العراق، شأنه شأن دول أخرى تعتمد على النفط في المنطقة، يسعى إلى تنويع مصادر دخله الوطني وتقليل الاعتماد على القطاع النفطي أو الوظائف الحكومية، عبر تعزيز فرص العمل في القطاع الخاص، مع التركيز على السياحة كأحد الحلول الواعدة. وعلى الرغم من أن السياحة - ولا سيما الدينية منها - تُسهم حالياً بجزء محدود في الناتج المحلي الإجمالي، إلا أن الحكومة تطمح إلى مضاعفة هذه المساهمة عبر استغلال المقومات الأخرى التي يمتلكها البلد.
ولفت التقرير إلى آراء خبراء سياحيين ووكلاء محليين أكدوا أن العراق قادر على جعل السياحة مصدراً رئيسياً لدعم ميزانيته، نظراً لما يتمتع به من مواقع أثرية تاريخية تعود إلى آلاف السنين، ومناطق طبيعية خلابة، بالإضافة إلى تراث إنساني غني تمثله عدة مواقع مسجلة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. غير أن هؤلاء الخبراء شددوا على ضرورة توفر شروط أساسية لتحقيق هذه الطموحات، مثل تعزيز الأمن، ومكافحة الفساد، وتطوير البنى التحتية، وخلق رؤية استراتيجية واضحة تشبه رؤية السعودية 2030، مع التنويع في أنواع السياحة وعدم الاقتصار على السياحة الدينية الموسمية التي تهيمن على المشهد حالياً.
وأكد التقرير أن نجاح العراق في هذا المجال لن يعتمد فقط على الإمكانيات المتاحة، بل على قدرته في تحويل التحديات إلى فرص، من خلال خطوات عملية تعكس إرادة حقيقية لبناء قطاع سياحي مستدام، قادر على منافسة دول الجوار.