آخر الأخبار


صحفي: إيران قد تختار بغداد للرد على واشنطن

  • A+
  • A-

 الديرة - الرمادي

قال الصحفي والمحلل السياسي المقيم في الولايات المتحدة، محمد رياض، إن الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان داخل إيران تمثل تصعيدًا كبيرًا قد يدفع طهران إلى الرد، مرجحًا أن تكون العراق الساحة الأقرب لهذا الرد.


وأكد رياض في منشور على صفحته في "فيسبوك"، أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر بشن الضربات فجرًا، رغم تأكيدات البيت الأبيض السابقة بأن أي عمل عسكري لن يتم قبل أسبوعين على الأقل"، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس “خداعًا استراتيجيًا شبيهًا بما فعله نتنياهو قبل أيام حين تم التلميح بتأجيل الهجوم الإسرائيلي إلى ما بعد المحادثات".


وأضاف أن "واشنطن، بحسب مصادر مطلعة، أرسلت رسالة غير مباشرة إلى إيران تفيد بأن الضربة محدودة ولا تهدف إلى إسقاط النظام أو الدخول في حرب مفتوحة"، موضحًا أن "نتائج الضربة لن تتضح فورًا، خاصة مع إعلان إيران أن المنشآت كانت فارغة، وهو ما لا يمكن التحقق منه حاليًا".


وشدد رياض على أن "الرد الإيراني، في حال قررت طهران المضي فيه، قد يتخذ أشكالًا غير مباشرة، لتفادي مواجهة شاملة مع الولايات المتحدة، مؤكدًا أن “الرد ممكن دون إعلان رسمي، وهذا ما يجعل العراق خيارًا عمليًا لطهران، عبر الفصائل المسلحة".

واستبعد رياض أن "توجه إيران ضربات إلى السعودية أو قطر أو عمان أو الكويت، لأسباب تتعلق بالمصالح الجيوسياسية والعلاقات الحالية، مرجحًا أن تبقى هذه الدول خارج نطاق الرد الإيراني".


وأشار إلى أن "الإمارات كذلك حسّنت علاقاتها مع طهران خلال السنوات الأخيرة، ما يقلل من احتمال استهدافها، مضيفًا أن البحرين رغم صغرها الجغرافي، قد تُدرج كخيار، لكنه يظل مستبعدًا لتجنب استفزاز مجلس التعاون الخليجي بالكامل".


ورجّح رياض أن "يشمل الرد الإيراني المحتمل القواعد الأمريكية في العراق أو شرق سوريا، أو من خلال حلفاء مثل الحوثيين، الذين قد يستهدفون الملاحة في البحر الأحمر".


وقال إن "مضيق هرمز على الأرجح لن يُغلق، لأن ذلك سيضع إيران في مواجهة مع المجتمع الدولي، وليس فقط مع واشنطن".


وفيما يتعلق برد واشنطن على أي تصعيد، أوضح رياض أن "الوضع مختلف هذه المرة، مضيفًا: "لا أعتقد أن الجرة ستسلم. إيران وحلفاؤها في أضعف حالاتهم، وقد يرى ترامب أن أي استهداف جديد يستوجب ضربة قوية وربما قاضية للفصائل".


وأكد أنه "إذا جاء الرد الإيراني بشكل مباشر، وأوقع خسائر في صفوف القوات الأمريكية، فإن ترامب لن يتردد في توسيع الهجوم، وربما يصل إلى استهداف شخصيات مثل المرشد الأعلى علي خامنئي".


كما أشار إلى أن "الخلايا الخارجية المرتبطة بإيران أو حزب الله في العالم لم تتحرك حتى الآن، رغم أن الظروف كانت مهيأة لذلك، وهو أمر لافت"، على حد قوله.


وفي ختام تحليله، قال رياض إن "الشارع الإيراني لن يقبل برواية النصر إذا ما قررت طهران عدم الرد"، موضحًا أن "المواطن الإيراني بات أكثر وعيًا، وقد يحمل القيادة مسؤولية ما وصفه بالكارثة السياسية والعسكرية".


وأضاف أن "المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، التي كانت تمر بجولة سادسة، توقفت فعليًا الآن، على الأقل مؤقتًا"، مشيرًا إلى أن "التصعيد قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر".