الديرة - متابعة
شهدت ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء تطورات خطيرة على الساحة العراقية، حيث تعرضت عدة مواقع عسكرية استراتيجية لهجمات بطائرات مسيرة انتحارية، تركت وراءها دماراً كبيراً في منظومات الرادار الحيوية، وسط غموض تام حول هوية المنفذين ودوافعهم.
ضربات محسوبة
وفقاً للناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، صباح النعمان، فإن الهجمات المنسقة وقعت في الفترة بين الساعة 02:15 و03:45 فجراً، مستهدفة مواقع عسكرية في محافظات مختلفة.
ونجحت الطائرات المسيرة في تدمير منظومتي رادار استراتيجيتين في معسكر التاجي شمال بغداد وقاعدة الإمام علي في محافظة ذي قار.
ويُعتبر الرادار المدمر في التاجي من طراز TPS-77 الأمريكي المتطور من إنتاج شركة لوكهيد مارتن، والذي يوفر تغطية تصل إلى 440 كيلومتراً، هذا النوع من الرادارات باهظ الثمن جداً، ولا يملك العراق سوى قطعتين منه فقط، مما يجعل فقدان إحداهما خسارة استراتيجية فادحة للدفاعات الجوية العراقية.
واستطاعت القوات العراقية التصدي لمحاولات أخرى لاستهداف أربعة مواقع إضافية في مناطق مختلفة، حيث تمكنت من إسقاط الطائرات المسيرة قبل وصولها لأهدافها.
وأكد النعمان أن جميع المواقع المستهدفة تخضع لإدارة كاملة من قبل الضباط والمنتسبين العراقيين.
تضارب الروايات
تباينت التقارير حول عدد الهجمات ومواقعها، حيث تحدثت مصادر مختلفة عن استهداف مطار بغداد الدولي ومناطق في بلد وأحد معسكرات ديالى، إلا أن المؤكد هو تدمير الرادار في موقع التاجي التابع للجيش العراقي.
وشهدت الساعات التالية للهجمات جدلاً واسعاً حول هوية المنفذين، ما أثارت تكهنات حول تورط إيران أو جماعات عراقية موالية لها في العملية.
لكن مع تواتر الأنباء عن هجمات في مواقع متعددة، تراجعت هذه النظرية، وبرزت معلومات جديدة تشير إلى احتمالية قيام إسرائيل بتنفيذ هجمات منسقة ضد منظومة الرادارات العراقية في عدة مواقع متفرقة.
تحقيق رسمي شامل
استجاب رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، للوضع الخطير بأمر تشكيل لجنة فنية واستخبارية رفيعة المستوى، تضم هذه اللجنة ممثلين عن جميع الأجهزة الأمنية المعنية، وتهدف إلى التحقيق الشامل في ملابسات الهجمات وكشف الجهات المسؤولة عن تنفيذها.
وشدد النعمان على أن "هذه الأفعال الإجرامية الغادرة لن تمر دون عقاب”، مؤكداً أن القوات المسلحة العراقية ستبقى “درع العراق الحصين في الدفاع عن شعبه وترابه وسيادته".
رغم خطورة الهجمات وحجم الأضرار المادية، أكدت المصادر الرسمية عدم وقوع أية خسائر بشرية، مما يشير إلى دقة التوقيت والاستهداف المحدد للمعدات العسكرية دون الأفراد.
وتأتي هذه الأحداث في ظل توترات إقليمية متصاعدة وتطورات أمنية معقدة، مما يضع العراق أمام تحديات جديدة في حماية بنيته التحتية العسكرية والحفاظ على استقراره الأمني.