الديرة - الرمادي
تشهد أغلب مدن العراق ارتفاعاً في درجات الحرارة هذه الأيام، مما يدفع الشباب إلى التوجه للسباحة في الأنهر للتخفيف من شدة حرارة الأجواء، كما تشكل هذه العادة وسيلة ترفيهية لشباب محافظة الأنبار، إلا أن القلق بدأ يزداد لدى الأهالي مع ارتفاع حالات غرق الشباب خلال فصل الصيف.
وقد واجهت محافظة الأنبار خلال هذه الأيام فاجعة غرق الشاب "رشوان الفهداوي" من منطقة حصيبة، حيث استمرت رحلة البحث عنه ثلاثة أيام، بعد أن أطلق أهله مناشدات للغواصين من أجل العثور على جثمانه، إلى أن تم اليوم الخميس العثور عليه.
وأطلق نشطاء من محافظة الأنبار اليوم دعوات إلى الجهات المعنية لمنع السباحة في الأماكن غير المخصصة، وطالبوا أيضاً المؤسسات التعليمية والمجتمعية بتوعية الشباب بمخاطر السباحة العشوائية، وحثهم على اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.
ودعا الناشط والباحث في الشأن العام، علي نجم العبدالله، في تصريح لـ"الديرة"، قائلاً: "يجب على الشباب الابتعاد عن السباحة في الأنهار العامة، فمهما بدت الأنهار هادئة وآمنة إلا أنها تحمل في أعماقها تيارات خطرة، لا يستطيع مجاراتها حتى من يمتلك مهارات السباحة بشكل محترف".
وأضاف العبدالله: "هناك ضرورة ملحة لتبني مبادرات مجتمعية تثقيفية تهدف إلى زيادة الوعي للحفاظ على الأرواح في المحافظة، لا سيما من قبل المؤسسات التعليمية والمجتمعية، التي يفترض أن يكون لها دور فاعل في التوعية بمخاطر ظاهرة السباحة في الأماكن غير المخصصة".
كما شدد العبدالله في حديثه لـ "الديرة"، قائلاً: "على الجهات المعنية منع هذه الظاهرة، وإطلاق حملات ميدانية للحد من تواجد الشباب في الأنهار بغرض السباحة، كما أدعو الجهات الحكومية إلى العمل على إنشاء أماكن ترفيهية آمنة للسباحة، على أن يكون الدخول إليها بمبالغ رمزية".
وفي حوار أجرته "الديرة" مع الناشط حسين علي الفهداوي، من منطقة حصيبة، قال: "منطقة حصيبة الشرقية محاذية لنهر الفرات من بدايتها إلى نهايتها، ويعيش الأهالي حالة من القلق في فصل الصيف بسبب حوادث الغرق المتكررة، فجميع المناطق غير مناسبة للسباحة وخطرة جداً بسبب رمي الكثير من الأنقاض فيها بعد العودة من التهجير".
وتابع الفهداوي: "نطالب الجهات الحكومية بمنع السباحة في نهر الفرات ونشر دوريات شرطة نهرية لمنع الشباب من السباحة، كما نطالب الحكومة المحلية بالإسراع في إنجاز مسبح قضاء الحبانية، ونطالب الإدارة المحلية في ناحية حصيبة الشرقية بإدراج مشروع إنشاء مسبح في الناحية، لأنها ذات مساحة كبيرة وتفتقر لجميع المرافق الخاصة بالشباب، سواء كانت مراكز مجتمعية أو منتديات أو حدائق عامة أو نوادٍ رياضية".