الديرة - متابعة
توقع علماء الجيولوجيا والفيزياء الفلكية أن يشهد اليوم الثلاثاء أقصر يوم في تاريخ البشرية على الإطلاق، متجاوزاً الرقم القياسي الذي سُجل قبل أسبوعين فقط. وأرجع الباحثون هذه الظاهرة غير المسبوقة إلى تسارع مذهل في دوران الأرض حول محورها.
وكشفت البيانات الحديثة عن دوران الكوكب بسرعة أكبر من المعتاد، مما أدى إلى تقصير طول اليوم بمقدار ضئيل للغاية، لا يمكن رصده إلا بواسطة الساعات الذرية فائقة الدقة.
وتُقاس هذه الظاهرة بما يعرف بـ"طول اليوم" (LOD)، وهو الزمن الدقيق الذي تستغرقه الأرض لإكمال دورة كاملة حول نفسها.
ورغم ضآلة الفارق الزمني، نبه العلماء إلى عواقب محتملة تهدد دقة أنظمة التوقيت العالمية، وتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية (GPS)، وحتى البنى التحتية الرقمية المعتمدة على التزامن الدقيق.
ما زال السبب الكامن وراء هذا التسارع مدارياً غامضاً، غير أن فرضيات علمية ربطته بتأثيرات جاذبية القمر، وتحولات الغلاف الجوي، وذوبان الكتل الجليدية، وحركة النواة المعدنية للأرض، إضافة إلى تراجع المجال المغناطيسي. وتشير أبحاث ناسا إلى احتمال وصول الأرض إلى "نقطة توازن" مع القمر، مما منحها دفعة سرع غير متوقعة.
واللافت أن الأرض، التي شهدت تباطؤاً تدريجياً في عقود سابقة، انقلب مسارها منذ العام 2020 لتسجيل تسارع متصاعد.
ويتوقع الخبراء أن يؤدي هذا المنحى إلى خطوة تاريخية بحلول عام 2029، تتمثل في "حذف ثانية" من التوقيت العالمي (UTC) لمواكبة السرعة المتزايدة، في حدث نادر يُعرف بالثانية الكبيسة السالبة.
ويُسجل العام الجاري 2024 أعلى وتيرة تسارع في دوران الأرض منذ بدء القياسات الدقيقة في سبعينيات القرن الماضي، محطماً أرقاماً قياسية متتالية في قصر مدة اليوم، مما يضع العالم أمام ظاهرة فلكية استثنائية تثير حيرة العلماء وتستدعي اليقظة.