الديرة - خاص
تشهد محافظة واسط صراعا سياسيا محتدما في أعقاب فاجعة حريق "هايبر ماركت الكوت"، حيث أكدت وثائق رسمية جمع تواقيع أكثر من 54 نائبا لإقالة المحافظ محمد جميل المياحي.
الصراع بدأ بعد الفاجعة الإنسانية التي شهدتها المحافظة، لتتحول إلى معركة سياسية معقدة تعكس عمق التنافس بين القوى السياسية قبيل الانتخابات العامة المرتقبة.
وبحسب مصادر مطلعة، صرحت لتلفزيون "الديرة"، فإن خطة إقالة محافظة واسط يقودها زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي بالتنسيق مع رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، فيما يقف بالضد منها رئيس تحالف خدمات، شبل الزيدي.
تحالف ضد المياحي
وتقول المصادر، إن زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ضغط بالتنسيق مع رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، على رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، بهدف مخاطبة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني رسمياً لسحب الثقة من المياحي.
وتكشف وثائق رسمية حصل عليها تلفزيون "الديرة" أن 54 نائبا، يمثلون واسط ومحافظات أخرى، وقعوا طلبا لإقالة المياحي،
بسبب فاجعة الكوت، فيما خاطب رئيس مجلس النواب محمود المشهداني رئيس الحكومة محمد شياع السوداني مطالبا إياه بتقديم طلب لإقالة المياحي وتحويل ملف فاجعة الكوت الى القضاء.
وتؤكد المصادر أن "المياحي يُعتبر من بين "المغضوب عليهم داخل تيار الحكمة، بزعامة عمار الحكيم، بعد انشقاقه عقب توليه منصب محافظ واسط، مما يضعه في موقف حرج أمام ضغوط متزايدة".
هجوم مضاد للزيدي
في تطور لافت، قام شبل الزيدي، الحليف القوي للمياحي، بتوجيه هجوم حاد على المالكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مذكراً إياه بمسؤوليته عن "سقوط الموصل وضياع مليارات الدولارات من أموال الخزينة العامة".
هذا الهجوم المفاجئ من الزيدي على المالكي جاء بعد فترة من الهدوء النسبي في العلاقة بينهما، مما يثير تساؤلات حول التوقيت والدوافع الحقيقية وراء هذه التصريحات.
وتوضح المصادر أن "العلاقة بين الزيدي والمياحي تمتد إلى ما هو أبعد من الشراكة السياسية، حيث تشمل أيضاً مجالات الاقتصاد والأعمال، مما يفسر الدعم القوي الذي يقدمه الزيدي لحليفه في هذه المحنة".
صراع قبل الانتخابات
تأتي هذه التحركات في توقيت حساس، حيث تلوح الانتخابات العامة في الأفق، والتي من المتوقع أن تُعيد ترتيب أوراق القوى السياسية في البلاد.
وبينما يستمر الصراع الخفي بين هذه الأطراف، يبقى مصير محافظ واسط معلقاً بين كفة الضغوط السياسية المتزايدة من جهة، والدعم الذي يتلقاه من حلفائه ومنهم الزيدي من جهة أخرى.
ويرى مراقبون أن هذه المعركة السياسية الصامتة تعكس عمق التنافس بين القوى السياسية في البلاد، وتسلط الضوء على كيفية استغلال المآسي الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية، في وقت يحتاج فيه الشعب العراقي إلى وحدة الصف ومواجهة التحديات الحقيقية.