الديرة - الرمادي
قال الصحفي والكاتب العراقي سامان نوح إن سلاح الفصائل المسلحة التي تُعرّف نفسها بـ”فصائل المقاومة” لم يعد منذ سنوات مرتبطاً بأي مشروع مقاومة حقيقي، مؤكداً أن هذا السلاح يُستخدم اليوم لأهداف “اقتصادية واستثمارية وتجارية” خارج إطار الدولة.
وأضاف نوح في مقال تحليلي نشره عبر صفحته على فيس بوك، أن "تمسك هذه الفصائل بسلاحها يقوّض سلطة الدولة ويُضعف الحكومة، ويهدد بإضاعة “فرصة تاريخية” كانت أمام الشيعة لإثبات قدرتهم على الحكم المستقر والعادل بعد عقود من التهميش".
وانتقد نوح ما وصفه بـ”الخطاب التبريري” الذي يستخدمه بعض الكتّاب والصحفيين المقرّبين من تلك الفصائل، مشيراً إلى أن الهجوم الأخير الذي نفذته إحدى الفصائل ضد قوات الدولة، على خلفية صراع على منصب إداري صغير، أسقط كل تلك الحجج، وأكد الطبيعة المصلحية لتحركات هذه الجماعات المسلحة.
وأشار إلى أن “صولة” تلك الفصائل أحرجت قوى “الإطار التنسيقي” الحاكمة، التي تجد نفسها في مأزق بين مواجهة الفصائل أو التواطؤ معها، كما أحرجت الحكومة التي تفضّل السكوت وتُصنّف بالعاجزة عن فرض القانون، انتظاراً ربما لتدخل خارجي، قد لا تتردد الفصائل نفسها في توفير أسبابه ومبرراته".
وحذّر نوح من أن أي مواجهة محتملة مع الفصائل قد لا تقتصر على استهدافها وحدها، بل قد تشمل أطرافاً أوسع ضمن الإطار، ما سينعكس سلباً على الحكومة والشعب، خاصة إذا لجأت الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات اقتصادية جديدة.
وفي ختام مقاله، وجّه نوح مقارنة لافتة مع الوضع الكردي، معتبراً أن القوى الكردية أهدرت فرصاً تاريخية خلال العقدين الماضيين بسبب الانقسام السياسي والعسكري، ما أدى إلى تراجع نفوذها، بعد أن كانت شريكاً أساسياً في الحكم وصانعاً للقرار في العراق، إلى حد بات يهدد حتى وضع الإقليم الفيدرالي الدستوري.