الديرة - الرمادي
أكد، الصحفي الكردي، سامان نوح، اليوم الأربعاء، ان الزعماء الكرد لم يجتمعوا ولم يتحركوا خارج حدود شبكات مصالحهم وأرباح شركاتهم القاتلة، وسط سيل المصائب في اقليم كردستان، مشيراً إلى أنهم لم يجتمعوا ولو لساعات معاً للاعتراف بالحقائق المرة ومواجهة الوقائع المدمرة وفتح مسار للاصلاح او الانقاذ.
وكتب نوح منشوراً عبر حسابه في الفيس بوك، تابعته "الديرة"، قال فيه: "منذ أمس تحولت السوشيال ميديا الكردية كلها، من الحديث المكرر والمحبط والموجع حد الصراخ عن الرواتب وانقطاعها الكارثي، الى الحديث عن عنتريات العشائر وقوتها وحشودها وامكاناتها التي تضخمت بإرادات وسياسات حزبية".
وأضاف نوح: "المتابعات والتعليقات على (الصولة العشائرية)، نافذة أخرى للتنفيس أمام سيل المصائب التي تحيط أبناء الاقليم الموجوعون بفقدان مصادر دخلهم وبالتالي لقمة عيشهم، وقبلها بتبدد أحلامهم الكبرى باقليم حر ديمقراطي مزدهر، وسط أزمة الرواتب نسي المواطن الكردي أزماته المتراكمة، وتناسى أحلامه".
وتابع نوح: "أزمات كانت تلد أزمات: كردستان بلا برلمان منذ قرابة الثلاث سنوات، ومنذ ثمانية اشهر بلا حكومة كاملة الصلاحيات، وبلا مؤسسات ادارية وقضائية جامعة، ولا قوات أمن وبيشمركة موحدة، ولا موازنة مالية منذ عشر سنوات، ولا نظام مالي شامل لجمع عائدات المعابر والدوائر، بلا اقتصاد حقيقي، ولا قدرات ذاتية يمكن الاعتماد عليها ولو بنسبة 30%".
وأردف نوح: "الاقليم منذ 34 عاما بلا دستور، بلا قوانين مرجعية ثابتة، بلا استراتيجية عمل كردية في الداخل او الخارج، بلا مرجعية قومية محل اتفاق، بلا معارضة سياسية فاعلة، ولا حتى حركات اصلاحية سياسية او اجتماعية او ثقافية، قد تحمل شيئا من الأمل بتصحيح المسار".
وقال نوح: "اقليم كيانه الدستوري يتقلص يوما بعد آخر في ظل مصالح الأحزاب الحاكمة، وفي ظل سيادة المصلحة الحزبية، وفي ظل تسليم المقدرات الى شركات ربحية أخر همها كردستان، منذ ثمانية أشهر والحزبان القائدان لا يتفقان على توزيع الوزارات بينهما (حتى مع تآكل سلطة مؤسسات الاقليم) وتشكيل حكومة جديدة تضمهما وحدهما، وتؤمن استمرار نظام الادارتين والحكومتين المترسخ على الأرض".
وأوضح نوح: "المصائب اكتملت حين عرفت "مصيدة" عقود شركات النفط المليارية، فعقود المشاركة التي بنى الاقليم احلام الرفاه عليها، تحولت الى كوابيس بعائدات صفر دولار، بعد ان حولت عمليا الشركات الاستثمارية الى المتحكم الفعلي بالنفط وصاحبة الأرباح بل صاحبة النفط بينما أبناء الاقليم أشباه رهائن".
وأشار نوح: "وسط سيل المصائب لا يجتمع زعماء الكرد ولو لساعات معا للاعتراف بالحقائق المرة ومواجهة الوقائع المدمرة بدءا بالمفاسد الكبرى وفتح مسار للاصلاح او الانقاذ، اذا لم يجتمعوا اليوم، ولم يتحركوا خارج حدود شبكات مصالحهم وأرباح شركاتهم القاتلة، وهم الذين يقولون ان كيان الاقليم (بات مهددا من الأعداء)، فمتى سيفعلون؟".