آخر الأخبار


الورقة الأخيرة: هل يُنهي قرار "حصر السلاح" في لبنان وجود "حزب الله"؟

  • A+
  • A-

 الديرة - خاص

تقف لبنان على حافة بركان خامد يوشك أن ينفجر، بعد قرار حكومي يقضي بحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام، الأمر الذي تسبب بيهزّ أركان المشهد السياسي، بينما تتصاعد سحب المواجهة في الأفق.


 رئيس الوزراء نواف سلام يدفع بورقته الأخيرة مكلفاً الجيش وضع خطة تنفيذية خلال أيام، لكن سلاح حزب الله - المزروع عميقاً في تراب الجنوب والضاحية - يرفع سيف الرفض القاطع.

الشرارة الأولى


أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام تكليف الجيش بوضع خطة تنفيذية لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية 2025. 


جاء القرار خلال جلسة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي، التي شهدت غياب وزيرين شيعيين ومغادرة وزيرين آخرين قبيل مناقشة الملف الحساس. 


وحددت الحكومة موعداً نهائياً لنهاية آب الجاري لعرض الخطة ومناقشتها، مع تأكيد سلام على أحقية الدولة الحصرية في احتكار السلاح استناداً لخطاب القسم والبيان الوزاري.  

 تأكيد رسمي  

وصف وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي القرار بأنه "تاريخي وحاسم ولا رجعة عنه"، مشيراً في تغريدة على منصة "إكس" إلى أنه استجابة لمطالب الشعب اللبناني وإشارة واضحة للمجتمع الدولي. 


من جهته، أكد وزير المهجرين كمال شحادة تمسك الحكومة بقرارها، قائلاً: "لن نتراجع عن حصر السلاح بيد الدولة"، معرباً عن سعي الحكومة لإعادة إعمار لبنان بعيداً عن الانقسامات والصراعات الداخلية.  


فيما أشار وزير العدل اللبناني عادل نصار، أن"قرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح في يد الدولة لا يستهدف أي جهة بعينها، بل يندرج ضمن مسار بناء دولة قوية قادرة على حماية مواطنيها".


رفض حازم  

هاجم الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قرار الحكومة، ورفض بشكل قاطع أي مساس بسلاح "المقاومة".


و شدد قاسم في كلمة تلفزيونية على أن الأولوية يجب أن تكون "وقف العدوان الإسرائيلي وإنهاء الاحتلال"، محذراً من تحويل النقاش عن استراتيجية الأمن الوطني إلى نزع السلاح. 


وتساءل: "أين الدولة القادرة على حماية الحدود؟"، مؤكداً أن سلاح الحزب ضروري للدفاع عن لبنان في ظل عجز الجيش الرسمي.  


من جهتها انتقدت حركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري قرار الحكومة ووصفته بـ"التنازل المجاني لإسرائيل". 


وطالبت الحركة في بيانها الحكومةَ بالتركيز على "وقف آلة القتل الإسرائيلية" التي تسببت بمئات الضحايا اللبنانيين، بدلاً من تقديم مبادرات نزع السلاح. 


وأكد البيان أن القرار يخالف بيان الحكومة الوزاري وخطاب القسم الرئاسي، داعياً إلى تصحيح المسار خلال جلسة الخميس المقبل.  

دعم إيراني  

تنبأ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بفشل خطة نزع سلاح حزب الله. 


وأشاد في تصريح صحفي بفاعلية سلاح الحزب في مواجهة التهديدات، قائلاً: "لديه إمكانيات الدفاع عن نفسه". وأضاف أن طهران تدعم خيارات الحزب كاملةً، مؤكداً: "الخطوات المقبلة بيده ونحن نسانده"، في إشارة واضحة إلى الدعم الإيراني المستمر للحزب.  


تحديات جسام  

تواجه الخطة الحكومية عقبات كبرى تتمثل في رفض حزب الله القاطع، والانقسام السياسي داخل مجلس الوزراء. يُضاف إلى ذلك الدعم الإقليمي المعلن للحزب من إيران، مقابل الضغط الدولي المتمثل بالورقة الأمريكية التي ستناقشها الحكومة الخميس. 


يبقى السؤال الأكبر حول قدرة الجيش اللبناني على تنفيذ المهمة في ظل هشاشة السلطة المركزية وتوازنات القوى المتشابكة.