الديرة - متابعة
تواصل الحرائق المشتعلة منذ أكثر من يومين التهام مساحات شاسعة من الغابات والأحراش في جبال الساحل السوري، ممتدة من سهل الغاب في ريف حماة إلى قرى الجبال في ريف جبلة باللاذقية، مروراً بمناطق مقامات بني هاشم وأحراج أبو قبيس.
ألسنة اللهب الكثيفة غطت السماء بالدخان، مسببة حالات اختناق بين السكان، ودافعة عشرات العائلات للنزوح مع اقتراب النيران من منازلهم وأراضيهم الزراعية.
في قرية عناب، التي كانت وجهة سياحية هادئة، تحولت المشاهد إلى لوحات من الرماد بعد أن التهمت النيران مساحات واسعة من الأشجار المثمرة، فيما حاول الأهالي، إلى جانب فرق الإطفاء والدفاع المدني، احتواء الحريق وسط تضاريس جبلية وعرة أعاقت وصول المعدات الثقيلة.
وتحدثت مصادر سورية لتلفزيون "الديرة"، عن بطء الاستجابة في الساعات الأولى، الأمر الذي سمح بانتشار النيران بسرعة، فيما أعرب كثيرون عن استيائهم من عدم إشراك المروحيات في عمليات الإخماد رغم خطورة الوضع.
ورغم ذلك، شهدت المنطقة مبادرات شعبية واسعة، إذ انضم المئات من أبناء القرى لمؤازرة فرق الإطفاء، في مشهد يعكس تضامناً نادراً في مواجهة الخطر.
وامتدت النيران إلى سفوح ناحية بيت ياشوط في ريف جبلة، مهددة مناطق سكنية وبساتين زراعية، بينما استمرت حالة الاستنفار على طول أرياف اللاذقية وحماة خشية وصول الحرائق إلى مناطق جديدة.
وأشاد محافظ اللاذقية محمد عثمان بالمشاركة الشعبية الواسعة في إخماد النيران، مؤكداً أن تضافر جهود المواطنين ورجال الإطفاء كان له أثر حاسم في منع امتداد الكارثة إلى مناطق أكثر كثافة سكانية، ومشدداً على أن التعاون الميداني هو السلاح الأهم في مواجهة مثل هذه الكوارث البيئية.