الديرة - خاص
في زيارة مهمة تحمل في طياتها بشائر التغيير المنشود، حل زعيم حزب تقدم الرئيس محمد الحلبوسي ضيفاً على محافظة صلاح الدين، محمولاً على أكتاف الجماهير الغفيرة التي احتشدت لاستقباله في مشهد مهيب يعكس عمق الثقة والأمل المعقود على قيادته الوطنية.
وجاءت هذه الزيارة في توقيت حساس تعيشه المحافظة التي طال انتظارها لمن يحمل مشروعاً حقيقياً للخلاص من واقع مرير فرضته عليها طغمة الفساد التي استشرت في مفاصلها لسنوات طويلة.
ولم تكن زيارة الرئيس الحلبوسي مجرد جولة سياسية عادية، بل كانت رسالة واضحة لأبناء المحافظة بأن عهد الإهمال والتهميش قد ولى، وأن المرحلة المقبلة ستشهد نهضة حقيقية ترتقي بصلاح الدين إلى المكانة التي تستحقها بين محافظات العراق، فالمحافظة التي تضررت بشدة من سنوات الإرهاب والفساد، باتت اليوم تتطلع إلى قيادة جديدة قادرة على استثمار مقوماتها الهائلة وإخراجها من دائرة التخلف والحرمان.
رؤية شاملة
يحمل الرئيس الحلبوسي رؤية متكاملة لإنقاذ محافظة صلاح الدين من وضعها المتدهور، رؤية وضعها كبار الخبراء الاقتصاديين في البلد والمحافظة لاستثمار مواردها الطبيعية والتاريخية بشكل يحفظ لأهلها حقوقهم المشروعة.
ويؤكد مصدر مخول في حزب تقدم لتلفزيون "الديرة"، أن "هذه الخطة الاقتصادية الطموحة تقوم على محاور عديدة في مقدمتها الاستفادة من السياحة الدينية التي تمثل كنزاً دفيناً في المحافظة، خاصة مع وجود مدينة سامراء التاريخية والمراقد المقدسة فيها".
وأضاف المصدر :"كما تركز الرؤية على استثمار الموارد الزراعية الوفيرة التي تتمتع بها المحافظة، والتي يمكن أن تجعل منها سلة غذاء العراق إذا ما تم التعامل معها بالطريقة الصحيحة، ولا تقتصر خطة النهضة على الجانبين السياحي والزراعي فحسب، بل تشمل تطوير الواقع التربوي والتعليمي والاهتمام بالشباب وكافة الفئات المحرومة في المجتمع".
استقبال مهيب
شهدت مناطق الضلوعية ويثرب وبيشكان استقبالاً شعبياً مهيباً للرئيس الحلبوسي، حيث احتشد الأهالي والوجهاء وشيوخ العشائر لتأكيد دعمهم الكامل لقيادته ومرشحي حزب تقدم في الانتخابات النيابية المقبلة.
وكان لافتاً ذلك المشهد العفوي الذي قدمته طفلة صغيرة عبرت عن مشاعر أهالي المحافظة قائلة: "ليش يعترضون إذا قلنا الرئيس؟"، في إشارة واضحة إلى التفاف الشعب حول شخصية الرئيس الحلبوسي القيادية.
وتجول الرئيس في مضائف الشيوخ، حيث التقى الشيخ إياد الفراجي والشيخ طارق الجبوري والشيخ قحطان الجواري، وناقش معهم المواضيع التي تخص أوضاع المحافظة وسبل النهوض بها، كما حرص على زيارة مقبرة حماة الديار في الضلوعية، مستذكراً الشهداء الأبطال الذين ارتقوا في معركة ذات السواتر وقدموا أرواحهم فداء للوطن، في رسالة واضحة بأن تضحياتهم لن تذهب هدراً.
قائد المكون
تأتي زيارة الرئيس الحلبوسي لصلاح الدين في سياق دوره الوطني الكبير كزعيم للمكون السني في العراق، ومدافع شرس عن حقوقه في كافة أنحاء البلاد، فالرجل الذي تبوأ أرفع المناصب في الدولة، لم يتوانَ يوماً عن النزول إلى الشارع والالتقاء المباشر بالناس لسماع همومهم ومعاناتهم، والعمل على إيجاد الحلول الجذرية لمشكلاتهم.
ويرى الناشط عن محافظة صلاح الدين، محمد السامرائي إن ما تشهده صلاح الدين اليوم من تدهور في الخدمات وغياب لأبسط مقومات العيش الكريم، إنما هو نتاج طبيعي لسنوات من الفساد والنهب المنظم الذي مارسته الطبقة السياسية الحاكمة، والتي تكالبت على خيرات المحافظة وتقاسمتها فيما بينها، تاركة الشعب ينتظر الفتات.
وقال السامرائي في تصريح خص به تلفزيون "الديرة"، إن "الأمل يبزغ اليوم من جديد مع وجود قيادة وطنية مخلصة تحمل مشروعاً حقيقياً للتغيير والإصلاح، إذ أن الرئيس الحلبوسي أثبت على مدى مسيرته السياسية الطويلة أنه رجل المبادئ والمواقف الثابتة، وأنه القائد القادر على حمل هموم شعبه والدفاع عن حقوقه بشجاعة وإقدام".
وأضاف :"ها هو اليوم يحمل لأبناء صلاح الدين بشارة النهضة والتقدم، ووعداً صادقاً بأن غداً أفضل ينتظرهم تحت ظل قيادة حكيمة تؤمن بأن خدمة الشعب شرف وتكليف وليس تشريفاً".
واشار إلى أن "الثقة الكبيرة التي يحظى بها الرئيس الحلبوسي لدى جماهير المكون السني عموماً وأهالي صلاح الدين خصوصاً، تنبع من إيمانهم الراسخ بصدق نواياه وعمق انتمائه الوطني، وقدرته الفذة على ترجمة الأقوال إلى أفعال والوعود إلى إنجازات ملموسة على أرض الواقع".